لا شك في ان الكثير من محبي الفنانة ايزابيل آدجاني حفظوا هذا التاريخ جيداً: 17 نيسان ابريل 2002. وذلك في بساطة لأنه الموعد المحدد لعرض فيلمها الجديد "التائبة". ونحن نعرف ان عرض كل فيلم جديد لآدجاني يشكل حدثاً مهماً في السينما الفرنسية، وحدث أهم بالنسبة الى معجبي هذه النجمة الفرنسية ذات الأصل الجزائري/ الألماني المشترك، والتي فرضت نفسها منذ سنوات النجمة الرقم واحد في السينما الفرنسية، وأحياناً الى جانب كاترين دونوف. ولعل أغرب ما في مسيرة ايزابيل آدجاني هو أنها اعتادت ان تثير اللغط في غيابها بقدر ما تثيره في حضورها، حتى وان كانت الشائعات الخبيثة التي حاولت تدميرها قبل سنوات، انحسرت تماماً. الفيلم الجديد أخرجته ليتيسيا ماسون، التي عرفت كيف نقنع ايزابيل بالعودة الى الشاشة الكبيرة بعد غياب. والواضح ان نوعية الدور لعبت الدور الأول في الاقناع، ذلك ان قصة الفيلم تبدو وكأنها كتبت خصوصاً لكي تمثلها ايزابيل: انها حكاية امرأة غامضة تعود من اللامكان لاكتشاف الحياة من جديد. ولأن الموضوع حميم وخاص الى هذه الدرجة، تطلب التصوير في نيس والمغرب والضاحية الباريسية تسعة أسابيع سادها التكتم التام. والتائبة في الفيلم هي ايزابيل، نفسها: امرأة تخرج من السجن بعد ان قضت فيه خمس سنوات. انها الآن مسالمة مستسلمة "لا تنتظر شيئاً من الحياة ولا تفكر بأي شيء". كما تقول مجلة "ستوديو" التي نشرت أول صور الفيلم. غير ان ماضي المرأة يقفز أمامها من جديد في لحظة كانت تخال فيها انها نسيت كل شيء. وفي مقابلها هناك رجل تائب بدوره، يريد ان يعيش حياته بعد ماضٍ عذبه. وهكذا يروي لنا الفيلم حكاية هذين التائبين. ويعيش محبو ايزابيل توقعاً مثيراً، وهم يتساءلون: لماذا لا ينتظر الفيلم حتى يعرض في "كان" بدلاً من بدء عرضه في الصالات؟