استحقت الممثلة الهام شاهين اعجاب الجماهير ومحبتها بجدارة، وأثبتت حضوراً لافتاً من خلال التلفزيون والسينما. تنوعت ادوارها المختلفة من الأرستقراطية وصولاً الى ابنة الحارة الشعبية البسيطة المغلوبة على امرها. ادوارها متباينة وجديدة تتفادى فيها التكرار. يهمها ان تكون شخصية الدور الذي تلعبه صادقة وناجحة في معايشة واقعها والتعبير عن هذا الواقع بشكل مقنع. قدمت الكثير للفن عموماً وللسينما خصوصاً، وأحرزت الكثير من الجوائز عن افلامها. "الحياة" التقتها في دمشق وكان هذا الحوار: لماذا تغيب إلهام شاهين عن الساحة العالمية؟ - لم يدخل من الفنانين العرب في تاريخ السينما العربية الى الساحة العالمية غير عمر الشريف وهذه امور تتعلق بالسياسة بين الدول. بماذا تفسرين مشاركة عدد كبير من نجوم السينما المصرية في مهرجان دمشق السينمائي مع عدد كبير من الأفلام؟ - العرب يملكون ثلاثة مهرجانات سينمائية هي القاهرةودمشق وقرطاج، ووجود الفنانين فيها يعطيها نكهة ويضفي عليها المزيد من الإبهار سواء كانوا مصريين أو غير ذلك. وهذا طبيعي في المهرجانات السينمائية، اضافة الى ان تواجد النجم مع فيلمه المشارك في المهرجان مهم وضروري وخصوصاً خلال الندوات التي تنظم لمناقشة الفيلم. للفنان طموح دائم لا ينضب، فهل يمكن ان نعلم ما هو طموحك؟ - اطمح بأن أكون دائماً متميزة وعند حسن ظن الجمهور بي، وأنا احب المفاجآت وعدم الوقوف في مكان ثابت بل ان اعيش تطوراً مستمراً، وسأبقى فنانة حتى الموت. السينما المصرية تعيش ازمة... هل يمكن معرفة ابرز ملامح هذه الأزمة من وجهة نظرك؟ - انهم يقولون هذا، ويقولونه بلا هوادة منذ دخولي الفن وعلى مدى عشرين عاماً. والحقيقة انه لا وجود للأزمة. وربما هناك ازمة لكنها لا تنطبق علي بسبب كثافة اعمالي التي تقدر بخمسة اعمال سنوياً للتلفزيون والسينما. وربما كانت هناك ازمة في الماضي وانتهت. لكن ذكراها ما زالت عالقة في اذهان الناس، وأنا لا اعتقد ذلك على أية حال بسبب غزارة الإنتاج، فهناك الكثير من الأفلام في العلب تنتظر دورها للعرض، اضافة الى ظهور جيل جديد من الممثلين والكتّاب والمخرجين. هل يمكن حصر نشاطاتك الفنية بعدد الأفلام والمسرحيات... وما هو أبرز فيلم ترك في نفسك اثراً أو ذكرى؟ - لي رصيد كبير من الأعمال، نحو ثمانية وستين فيلماً وخمسة وثلاثين مسلسلاً تلفزيونياً وثماني مسرحيات. والحقيقة ليس هناك عمل محدد ترك اثراً أو بصمة ولكن معظمها لا ينسى. مثلاً لا أنسى اول بطولة لي في حياتي في فيلم "الهلفوت" مع الفنان عادل امام، و"أيام الغضب" الذي نلت عنه الجائزة في مهرجان دمشق السينمائي الدولي منذ سنوات، لأنني استطعت ان ابرز موهبتي من خلال دوري الصغير، و"موعد مع الرئيس" عن شخصية نائبة البرلمان التي لم يسبق لأحد تناولها. و"يا دنيا غرامي" الذي يعبر عن كل بنات جيلي، وكان قريباً جداً من الناس وفيه مشاعر وأحاسيس عالية و"هارمونيكا" من الأفلام الشاعرية الناعمة. والحقيقة ان هناك افلاماً كثيرة اخرى مثل "دانتيلا" و"جنون الحياة" و"سوق المتعة" و"دنيا عبدالجبار" و"سجينة 67" و"السيد قشطة". مسؤولية حصلت على جوائز عدة، هل تشكل الجوائز في رأيك سقفاً محدداً للفنان... وبماذا شعرت بعد حصولك على تلك الجوائز؟ - الجوائز مسؤوبية كبيرة. ان اختياري من بين الكثير من الممثلات لأكون احسنهن فيه تقدير كبير لي، وسأبقى مثابرة ومحافظة على هذا اللقب الذي أحترمه فهو يزيدني ثقة، ويجعلني أدقق في اختياراتي وقراراتي، حريصة على أن ادرك انني فعلاً أخطو الخطوة الصحيحة، وهذا ما تؤكده لي الجوائز. لماذا نفتقد التعاون الفني في السينما والتلفزيون بين المؤسسات العربية او بين الفنانين العرب؟! - للأسف، ربما السبب يكمن في نقص المواضيع المشتركة التي يمكن ان تجمعنا، ومهما يكن من الأمر فإن مصر ترحب بالفنانين العرب وتفتح ذراعيها وقلبها لهم. والكثير منهم يأتي ويعمل معنا والكثير منهم اصبح نجماً من نجوم السينما المصرية امثال فريد الأطرش وأسمهان وعبدالسلام النابلسي ووردة الجزائرية وفايزة احمد وغيرهم الكثير. ولكن العمل المشترك بحاجة الى نص مكتوب بشكل جيد قادر على جمع عدد من الفنانين العرب على ان يحافظ كل فنان على هويته الوطنية. ما رأيك بالدراما التلفزيونية السورية؟ - لها حضور متميز وخصوصاً الأعمال التاريخية بسبب الإمكانات الكبيرة التي وضعت لها انتاجياً، والجمهور بحاجة لأن يشاهد اعمالاً تجمع بين الثقافة والتاريخ والمتعة، وأتمنى أن تقدم الإمكانات نفسها للسينما. وماذا عن السينما المصرية؟ - عريقة ورائدة وصنعت الكثير من النجوم الذين لهم سمعتهم وخبرتهم وعراقتهم التي يستمدونها من عراقة سينماهم. وبالتأكيد فإن وجودهم في اي مهرجان يساهم في انجاحه وتميزه. يقول البعض ان السينما المصرية عموماً أساءت الى المرأة... ما تعليقك؟ - الدراما السينمائية قدمت نماذج للمرأة ليست بالضرورة ايجابية، وعندما تقدم نماذج منحرفة فإنها من باب الوعظ والتعليم ليتجنبها الناس. مسألة لغة لماذا لم تستطع السينما العربية ان تصبح سينما عالمية؟ - ربما لأن لغتنا غير عالمية. نحن العرب نتقن الإنكليزية والفرنسية ما يتيح لنا متابعة الأفلام الغربية من دون ترجمة. واللغة العربية ليست سهلة ومن الصعب ان تكون عالمية. اضافة الى التكنولوجيا الحديثة والتقنية العالمية والإبهار الشديد وحرية طرح المواضيع والأفكار من دون محاذير او ممنوعات سياسية او دينية... وتوافر ذلك يساعد السينمائيين الغربيين في مناقشة مواضيع اشمل وأعمق سواء كانت خيالية ام علمية. كيف تستطيع السينما استعادة ثقة جمهورها بها؟ - على السينما ان تعتمد الإبهار مع طرح المواضيع الجديدة، لأن المواضيع التقليدية فقدت بريقها. اين تجدين نفسك اكثر: في السينما ام في التلفزيون؟ - التلفزيون هو الأوسع انتشاراً، وخصوصاً بعد انتشار القنوات الفضائية التي قربت الفنان من الجمهور على المستوى العربي والعالمي. والسينما طبعاً اقل انتشاراً، ولكنها الفن الذي يخلد الفنان، فأنا ميالة للسينما اكثر لأنها كتاب نقرأه متى نريد، اما التلفزيون فنجاحه موقت كالصحيفة اليومية نقرأها وننساها. قيل أنك تصنعين افلاماً للمهرجانات... ما تعليقك؟ - لقبوني ب"فنانة المهرجانات" وبألقاب اخرى مثل فنانة الجوائز. ربما يعود ذلك الى وجود فيلم لي في كل مهرجان. مثلاً حدث في مهرجان الاسكندرية - من طريق الصدفة - ان فزت ثلاث سنوات متتالية بجائزة احسن ممثلة. وأنا على أي حال لا تعنيني المهرجانات بقدر ما يهمني أولاً وأخيراً الجمهور وحبه لي، لأنه الأساس عندي ثم تأتي فكرة المهرجانات لأنها تشعرني بالتميز. آه لو قدرت ان اعمل فيلماً يجمع بين الاثنين! هذا بالحقيقة سيسعدني كثيراً، وأنها المعادلة الصعبة التي نسعى الى تحقيقها جميعاً. ماذا تعني لك الشهرة والنجومية؟ - انها سلاح ذو حدين، السلبي منها هو تعرض النجم للكثير من الأقاويل والشائعات وهذا ينطبق على الشخصيات العامة كلها، اما الإيجابي فهو كونه يكسب حب الناس والشعور بالتميز، ولكن الأهم هو في إمكان التعبير عن افكار الناس وأحاسيسها بما يخدم الذات والمجتمع. متى تحسّين بالخسارة؟ - حين اكون مادة للنميمة بين الناس، ومادة لبعض الإعلاميين والصحافيين الذين يكتبون ضدي.