استبعد وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة ان يكون الموضوع الليبي اساس الجدل الدائر حالياً حول القمة العربية المقرر عقدها في بيروت. وقال في حديث الى "الحياة" ان "جوهر القضية هو تخوف العرب من عدم تمكنهم من التوصل الى موقف موحد من القضية الفلسطينية". وأوضح انه عندما تقرر في عمان عقد القمة العربية في لبنان في آذار مارس 2002، ابدى الزعيم الليبي معمر القذافي بعض التحفظ، لكن الرئيسين اميل لحود ورفيق الحريري طمأناه، واقنعاه أن القمة موضوع منفصل عن قضية الإمام موسى الصدر. وأضاف ان بعض المسؤولين في حركة "أمل" أثار هذا الموضوع في الصيف الماضي، لكن رئيس مجلس النواب نبيه بري، لم يتطرق اليه في خطابه التقليدي في أول ايلول سبتمبر. وزاد ان "الأمور تطورت خصوصاً بعد 11 ايلول وبعد الذي حصل في المناطق الفلسطينية، ونشأت مجموعة من المشاكل، ليست المشكلة الليبية سوى الجزء الظاهر منها، ورغب الليبيون في دفع هذه القضية الى مداها، فوجهوا منذ خمسة أيام رسالة الى الدول العربية طالبين نقل القمة الى القاهرة". وأشار سلامة الى ان بعضهم لم ينتبه الى ان القمة المقبلة دورية وليست استثنائية، وهي الثانية بعد قمة عمان، و"لأنها دورية لا تحتاج الى مشاورات مسبقة". وتابع: "اضطررنا الى ان نشرح للجميع في لبنان والخارج ان القمة الدورية لا يمكن إلغاؤها لأنها لا تحتاج، بخلاف القمم الاستثنائية، الى مشاورات مسبقة، وبالامكان التغيب عنها". ومضى ىقول ان "بعض الاخوان العرب اعتبر ان اللبنانيين تمادوا، وربما كانوا على حق، ولكنهم لم يدرسوا الوضع اللبناني، لأن في لبنان حتى تعيين مختار في بلدة ما يعبر عنه بآراء عنيفة". وعبر سلامة عن اعتقاده بأن "هناك بلا شك تخوفاً مسيطراً عند العرب، ولا علاقة له بالموضوع الليبي، حول امكان توصلهم الى اتفاق خلال قمة بيروت على قرار في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وقد تكون محرجة بالنسبة الى بعضهم". وقال ان جوهر الموضوع هو الوضع الفلسطيني، على رغم ان الجدل يدور حالياً حول الموضوع الليبي، ومدى قدرة العرب على التوصل الى موقف موحد من التطورات الفلسطينية، خصوصاً ان اجتماع وزراء الخارجية العرب كان أدى الى تشنجات في المواقف، حول درجة الدعم التي ينبغي تقديمها الى السلطة الفلسطينية". وتابع ان الكل متفق على انه من الآن وحتى 27 آذار مارس المقبل تاريخ انعقاد القمة، سيشهد الوضع الفلسطيني - الاسرائيلي تقلبات عدة باتجاهات مختلفة "ولا أحد يعرف ما سيكون عليه عشية القمة". وعن رأيه بالضغط الاميركي على لبنان وسورية، عبر لائحة المنظمات الارهابية التي ارسلت اليهما، قال سلامة انه اكتشف عندما زار عدداً من الدول الخليجية انها تلقت لوائح أطول من اللوائح التي وجهت الى لبنان وسورية. وأضاف: "تلقينا اللائحة الثالثة فيما تلقت بعض الدول الخليجية خمس لوائح، هناك ضغط على الجميع، لكن بعض الدول لا تتكلم، بخلاف لبنان حيث يكثر الكلام لأن الاعلام حر". وعن الجدل بين السفير الاميركي والرئيس اللبناني قال ان "بلدنا يتميز في ان السفير الاميركي يشارك في برنامج تلفزيوني لمدة ساعتين، وهو ما لا يمكن توقعه في سورية أو في أي بلد عربي آخر، اضافة الى انه خرج عن بعض تقاليد الديبلوماسية". وعن القمة الفرانكوفونية، قال سلامة الذي يرأس في باريس اجتماع وزراء الدول الفرانكوفونية انه بعد تأجيلها في الخريف الماضي، بات واجباً تحديد موعد جديد لها، خصوصاً ان بعض الدول الاعضاء ملتزم بمواعيد انتخابية أو بقضايا اخرى. وتطرق في حديثه الى انتخاب أمين عام جديد للفرانكوفونية ليخلف الأمين العام الحالي بطرس بطرس غالي، فقال ان هذا الأمر ليس من صلاحية الوزراء. لكنه اشار الى ان وضع غالي سيصبح غير شرعي لأن مدة توليه منصبه انتهت، وأوجدت صيغة للتمديد له حتى قمة بيروت المقبلة، لكن السلطة الفعلية اليومية هي للمدير العام الذي سينتخبه وزراء الفرانكوفونية، اليوم وهو البلجيكي روجيه دوهي.