يعيد مقتل أربعة جنود عرب من "وحدة الاستطلاع الصحراوي" المعروفة بوحدة الاستطلاع البدوية، في الهجوم المسلح الذي نفذه فلسطينيان على موقع عسكري في قطاع غزة أمس، إلى الواجهة قضية علاقة العرب البدو مع الدولة العبرية في المجالات كافة وتتميز أساساً باعتبارهم جنوداً في الحرب وعرباً في الحقوق يعانون، حتى أكثر من غيرهم من عرب الداخل، من تمييز عنصري تنتهجه الحكومات الإسرائيلية مذ اعلان قيام الدولة العبرية. من ناحية أخرى، تطرح هذه العملية تساؤلات حرجة عن موقع هؤلاء الجنود، البدو تحديداً وسائر أبناء الأقليات عموماً، في الجبهة الأمامية للحرب الإسرائيلية وجعلهم طعام مدافع لا أكثر لآلة هذه الحرب. والحديث هنا عن كتيبة اقيمت قبل 12 عاماً جميع أفرادها من العرب وغالبيتهم العظمى من البدو، انخرطوا في صفوف الجيش بشكل تطوعي والقيت عليهم مهمات ضبط مهربي المخدرات والأسلحة من مصر وضبط متسللين إلى إسرائيل. لكن طابع المهمات تغير مع اندلاع الانتفاضة، إذ انيطت بالكتيبة مهمة حراسة الموقع العسكري للجيش الإسرائيلي "نزميت" في رفح. وتعرض الموقع إلى أكبر عدد من عمليات اطلاق النار من الجانب الفلسطيني، وخلال هذه السنوات انضم عدد من المتطوعين العرب من المسلمين والمسيحيين إلى الكتيبة، تطوعاً! وسارع رئيس أركان الجيش الجنرال شاؤل موفاز إلى الاشادة بدور أفراد هذه الكتيبة في المشاركة في "المهمة الوطنية - الدفاع عن إسرائيل". أما قائد الكتيبة علي حيل فدعا الحكومة الإسرائيلية إلى الالتفات الأفضل لاحتياجات المواطنين البدو ومساواتهم في الحقوق تقديراً لخدمتهم العسكرية التطوعية. وكان وزير الدفاع في حكومة بنيامين نتانياهو موشيه ارينز قدم لقادة الجيش خطة تفصيلية لتشجيع الشبان البدو على الالتحاق بالجيش الاسرائيلي بعد ان تلقى معلومات افادت ان انخفاضاً كبيراً طرأ على عدد الملتحقين في العام 1998 اذ بلغ 235 جندياً فقط. ووضع ارينز هدفاً بتجنيد 400 شاب بدوي في العام 2000 و800 في العام 2002 معتبراً مسألة التجنيد "مهمة وطنية لا تقل شأناً عن اية مهمة اخرى" وان التجنيد هو افضل رد على انجرار البدو الى معسكر الاسلاميين المتطرفين، حسب تعبيره. وقالت الاذاعة العبرية امس ان عدد الجنود البدو في الجيش الاسرائيلي يتعدى الفي جندي. وكانت صحيفة "هآرتس" نشرت تقريراً عن الجنود البدو ونقلت عنهم تذمرهم من التمييز اللاحق بهم "سواء في بلداتهم حيث ينظر اليهم كمتعاونين مع السلطة او في الحصول على عمل بعد انهاء خدمتهم العسكرية". كما اشتكى بعضهم من التمييز في التعامل حتى اثناء تأدية خدمتهم العسكرية. واشارت الصحيفة الى مواقف النواب العرب في الكنيست الداعية الى عدم تجنيد اي عربي في الجيش الاسرائيلي، كما لفتت الى حقيقة معاناة بدو النقب حوالى 150 الف مواطن من سياسة التمييز ضدهم واصرار السلطات الاسرائيلية على عدم الاعتراف ب45 قرية ومواصلة سياستها مصادرة ما تبقى من اراضيهم.