شرع الجيش الإسرائيلي في نقل مستوطنين يهود يخدمون ضمن قوات الاحتياط وتحويلهم إلى وحدات خاصة شبه عسكرية تعمل تحت إشرافه في محيط هذه المستوطنات، في خطوة تهدف إلى تحصين المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية. وبدأ الجيش الإسرائيلي بموجب قرار اتخذ على أعلى المستويات في تفريغ ونقل عدد كبير من جنوده الذين يقطنون المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وضمهم إلى ما يسمى "وحدات الدفاع اللوائية" التي شكلها المستوطنون للقيام بمهام "الأمن الشامل" في محيط التجمعات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية. ويأتي القرار بعد شهر واحد من تولى المتشدد الليكودي موشيه ارينز منصب وزير الدفاع في الحكومة الإسرائيلية خلفاً لاسحق موردخاي الذي أقاله رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية التي أوردت الخبر، ان الخطوة التي أصدرت قيادة الجيش الإسرائيلي أوامر في شأن تنفيذها بداية آذار مارس الماضي أثارت موجة انتقادات لدى قيادة كتائب الاحتياط التابعة للجيش الإسرائيلي، إذ أعربت هذه القيادة في اجتماع عقد أخيراً مع رئيس هيئة أركان الجيش شاؤول موفاز عن احتجاجها الشديد على الخطوة التي بدئ في تنفيذها من دون انذار للقادة العسكريين المعنيين. وقال هؤلاء إن عملية سحب جنود الاحتياط من كتائبهم وضمهم إلى وحدات الدفاع الاستيطانية تمت بصورة مخالفة لقواعد العمل المتبعة في الجيش، وتؤثر على القوات الاحتياطية وتزيد المهام الملقاة على عاتقها. ورأت مصادر مطلعة أن الخطوة الإسرائيلية تأتي في إطار حملة الدعاية الانتخابية لحزب ليكود الحاكم الذي يتزعمه نتانياهو ويسعى إلى حشد مزيد من أصوات الناخبين في أوساط المستوطنين المتطرفين. وتعزز هذه الخطوة ثقة المستوطنين في وعوده في شأن عدم الانسحاب من مزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة ودعم المستوطنات اليهودية القائمة فيها. ويأتي التحرك في صفوف الجيش الإسرائيلي في إطار سلسلة من الاجراءات العسكرية التي شرعت المؤسسة العسكرية في تنفيذها أو التدريب عليها في إطار الاستعدادات الإسرائيلية لمواجهة قرار فلسطيني في شأن اعلان الدولة الفلسطينية، الذي حددت القيادة الفلسطينية موعده في الرابع من أيار مايو المقبل تاريخ انتهاء فترة المرحلة الانتقالية وفقاً لاتفاقات أوسلو الموقعة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. وأعد الجيش الإسرائيلي أكثر من سيناريو عسكري لمواجهة الاعلان الفلسطيني يركز على بسط السيادة على الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل. ويتضمن بعض هذه السيناريوهات التدريب على إعادة احتلال المدن الفلسطينية التي سحب الجيش الإسرائيلي منها بموجب اتفاق أوسلو والتصدي لمقاومة شعبية مسلحة لوجود الجيش. وأثارت الخطوة مخاوف المواطنين الفلسطينيين، خصوصاً أن الحديث يدور عن تكثيف وجود المستوطنين المتطرفين المعروفين بنشاطاتهم العدائية ضد المواطنين العزل، وان يرتدوا هذه المرة الزي العسكري. وقالت مصادر فلسطينية لپ"الحياة" إن الخطوة تعني اطلاق أيدي المستوطنين ضد الفلسطينيين متسترين وراء الزي العسكري.