كشفت مصادر ديبلوماسية عربية النقاب عن أن مسؤولين بارزين في وزارة الخارجية الايرانية، وبطلب مباشر من الرئيس الايراني السيد محمد خاتمي، باشروا منذ أشهر اتصالاتهم بليبيا لجلاء الغموض الذي لا يزال يكتنف مصير مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان السيد موسى الصدر، الذي اختفى في 31 آب أغسطس 1978 أثناء زيارة رسمية لطرابلس الغرب بدعوة من الزعيم الليبي معمر القذافي. وقالت المصادر ان الفريق الايراني المكلف من السيد خاتمي متزوج من ابنة شقيقة الإمام الصدر بمتابعة ملف الصدر يركز في اتصالاته مع المسؤولين الليبيين على ضرورة إزالة الغموض الذي يكتنف قضية اختفائه خلافاً لما كانت سربته ليبيا فور اعلان مغادرته اراضيها من أنه انتقل الى ايطاليا. ولفتت الى ان طهران لا تأخذ المعلومات الليبية على محمل الجد، وهذا ما دفع بمسؤولين ليبيين الى التسليم بالدور الايراني للكشف عن مصيره. خصوصاً وان اختفاء الصدر أثّر سلباً على العلاقات اللبنانية - الليبية، بعد ان بادر مجلس الوزراء الى تشكيل لجنة رسمية أوكل اليها مهمة متابعة ملف اختفائه. وأكدت ان التحرك الايراني جاء بعلم سورية ولبنان الذي يستعد لاستضافة القمة العربية في 25 آذار مارس المقبل، خصوصاً وان بقاء قضية الصدر غامضة من شأنه ان يفتح الباب أمام سجال لن يتوقف يتعلق بدعوة ليبيا لحضور القمة. وأشارت المصادر ايضاً الى ان قضية اختفاء الصدر وان كانت تهم الطائفة الشيعية، فإنها في المقابل تشكل جزءاً أساسياً من اهتمام الدولة اللبنانية التي تتصرف على انه واحد من أبرز القيادات الروحية الداعية الى الحوار الإسلامي - المسيحي والى حماية العيش المشترك بين اللبنانيين. ورداً على سؤال أوضحت المصادر أن ليبيا تتحمل مسؤولية معنوية حيال اختفاء الصدر ما دام ان اختطافه حصل في داخل الأراضي الليبية، مشيرة الى ان الكشف عن ملابسات اختفائه في الوقت الحاضر سيترك أثاره الايجابية على صعيد العلاقات اللبنانية - الليبية. خصوصاً في حال بادرت الى تسليم طهران ملفاً متكاملاً عن التحقيقات التي كانت اجرتها لتبيان جلاء مصيره. ولم تستبعد المصادر ان يكون لاستمرار في عدم الكشف عن مصير الامام الصدر واحداً من الأسباب التي دفعت رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى طلب تأجيل مؤتمر القمة العربية تفادياً للاحراج إذا ما قررت ليبيا حضور القمة بوفد رفيع.