أوضح الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي ان التحركات والاتصالات التي تقوم بها السعودية مع الدول العربية المعنية هدفها "الخروج بتصور مشترك للتحرك العربي المطلوب في مواجهة الأوضاع الخطيرة في المنطقة بسبب استمرار السياسات العدوانية الاسرائيلية ضد الفلسطينيين، وعدم إذعان الحكومة الاسرائيلية لكل الاقتراحات الدولية لوقف العنف في الأراضي الفلسطينية". ونفى الأمير سعود، في تصريح الى "الحياة" أمس في جدة، ان تكون هناك مبادرة سعودية أو خليجية محددة في شأن آلية التحرك العربي المطلوب. وقال: "ان هناك أفكاراً تناقش عربياً للتحرك بشكل جماعي لمواجهة ما يجري دعماً للاشقاء الفلسطينيين لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر عليهم وللضغط من أجل ردع سياسات الحكومة الإسرائيلية". وأكد أن المبادرة والتحرك "يجب أن يكونا جماعيين وعلى مستوى عربي شامل". ومن المقرر أن يعرض وزير الخارجية السعودي على نظرائه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذين بدأوا اجتماعاتهم مساء أمس في جدة، نتائج الاتصالات التي أجرتها القيادة السعودية في الأيام القليلة الماضية مع الدول العربية المعنية. وعلمت "الحياة" أن السعودية استهدفت باتصالاتها معرفة إمكانات الدول العربية للتحرك المقبل بشكل يستطيع فيه العرب التأثير في الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي لردع السياسات الإسرائيلية العدوانية وفق خطة عربية تتحمل فيها كل دولة عربية مسؤوليتها. وسيناقش وزراء الخارجية العرب الأفكار المطروحة خلال اجتماعهم غداً في القاهرة. ولم تستبعد المصادر إمكان عقد قمة عربية "استثنائية" في حال عدم اتفاق الوزراء على التحرك العربي المطلوب. واشنطن تكثف اتصالاتها العربية في غضون ذلك كثف الرئيس جورج بوش اتصالاته بالزعماء العرب، قبل اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، عشية اجتماع مجلس الجامعة العربية، فيما اتصل وزير خارجيته كولن باول بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز، لبلورة "تحرك ديبلوماسي لتطبيق توصيات ميتشل". وتناقض ذلك مع رفض شارون اقتراح بيريز ان يكون تقرير ميتشل أفقاً للقاء المرتقب بينه وبين عرفات. وأصر على ان لا يتعدى اللقاء "المحادثات الأمنية" الى "مفاوضات سياسية". وحدد شارون لوزير خارجيته خلال اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة أول من أمس، المواضيع التي يجب ان يتناولها خلال لقائه مع عرفات، وحصرها في "محادثات لوقف النار". راجع ص4 وأجرى الرئيس جورج بوش اتصالين هاتفيين امس مع العاهل المغربي محمد السادس وأمير دولة البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، وصفهما مصدر في الادارة الاميركية بأنهما يعكسان رغبة بوش في التشاور مع القادة العرب. وأضاف المصدر ان المكالمة الهاتفية مع الملك محمد السادس استمرت 25 دقيقة، وانها كانت تتمة لاتصالات سابقة مع المصريين حصلت خلال زيارة الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس حسني مبارك لواشنطن، منذ أيام قليلة. وزاد انه ستكون هناك اتصالات اخرى لبوش مع قادة عرب آخرين لأنه "يتابع موضوع الشرق الأوسط ويوليه اهتماماً شخصياً". وان الهدف من الاتصالات محاولة ايجاد تحرك ديبلوماسي لتطبيق توصيات ميتشل. وألغى وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر زيارته لواشنطن بعد خسارته في التنافس على زعامة حزب العمل. وبدا ان لقاء الرئيس الفلسطيني ووزير الخارجية الاسرائيلي ما زال غير مؤكد، بسبب الموقف المتشدد لشارون واصراره ان يتمحور حول نقطتين: "وقف النار وسبل منح تسهيلات للفلسطينيين" الخاضعين للحصار منذ عام تقريباً. ونقل عنه أنه أبلغ المسؤولين الروس خلال زيارته موسكو انه لن يتنازل عن شروطه لاستئناف المفاوضات السياسية وفي مقدمها "وقف تام للارهاب"، تليه "سبعة أيام لفحص وتشخيص عرفات".