أجلت إيران زيارة وزير دفاعها الأدميرال علي شمخاني لروسيا، بسبب تزامنها مع وجود رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون في موسكو. ولم تستجب روسيا طلب طهران تعديل موعد الزيارتين. ما دفع إيران إلى اتخاذ قرار التأجيل، فيما سارع سفير موسكو لديها إلى احتواء اعتراضها على زيارة شارون، معلناً أن الرئيس فلاديمير بوتين سيزورها مطلع العام المقبل تلبية لدعوة من الرئيس محمد خاتمي. وشدد على أن العلاقة الإيرانية - الروسية تتصف بالاستقلالية و"لا تخضع لتأثير طرف ثالث". وأكد مصدر برلماني روسي رفيع المستوى ل"الحياة" أن تأجيل زيارة شمخاني جاء بمبادرة من طهران، التي طلبت تعديل موعدي زيارته وزيارة شارون العاصمة الروسية، بعدم رغبتها في "تفسيرات غير صحيحة" لتزامن الزيارتين، علماً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي توجه إلى موسكو أمس، وكان مقرراً أن يصل إليها شمخاني اليوم. ولم تستجب موسكو الطلب الإيراني، لكن المصدر شدد على أن الوزير الإيراني سيصل في غضون أسبوع، معتبراً ذلك دليلاً على أن "القضايا المبدئية حسمت". وزاد ان الاتفاق - الإطار في شأن التعاون العسكري الروسي - الإيراني سيوقع على رغم اعتراضات إسرائيلية سيشرحها شارون للقيادة الروسية. وحرصت طهران على تأكيد تأجيل رحلة وزير الدفاع وليس الغاءها، وقالت مصادر إيرانية مطلعة إن القرار اتخذ "لتفويت الفرصة على إسرائيل التي تسعى إلى الاستغلال الإعلامي السيئ" لتزامن الزيارتين. واعتبرت مصادر أخرى ان طهران استطاعت توجيه "رسالة مزدوجة" إلى إسرائيل وروسيا، مفادها عدم وضع العلاقة الإيرانية - الروسية في ساحة التجاذب أو الالتقاء الروسي - الإسرائيلي - الأميركي من جهة، وتسجيل موقف اعتراضي على استقبال موسكو شارون "في وقت يمعن في ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين". وكانت إيران أعلنت اكتمال الاستعدادات لزيارة شمخاني موسكو، وبدء محادثات مع كبار المسؤولين الروس غداً الأربعاء. وشددت على أهميتها في إطار تعزيز التعاون الاقليمي في سبيل "تحقيق أمن المنطقة واستقرارها بأيدي دولها من دون أي تدخل أجنبي"، في إشارة إلى التدخل الأميركي في الخلاف على بحر قزوين، وتعزيز نفوذ واشنطن في القوقاز وآسيا الوسطى، على حساب النفوذ الإيراني والروسي. وتخشى طهران احتمال استجابة موسكو المطالب الأميركية والإسرائيلية، المتعلقة بعدم التعاون الجدي مع إيران أو توقيع اتفاقات عسكرية معها، ويبدو أن هذا العامل ساعد في اتخاذ قرار تأجيل زيارة شمخاني. وكانت مصادر روسية أكدت وجود اتفاقات عسكرية جاهزة للتوقيع خلال وجود الوزير.