قال رجب طيب أرضوغان زعيم حزب العدالة والتنمية التركي ل"الحياة" أنه في "خلاف حول المبادئ" مع أستاذه نجم الديم أربكان، وهو ما دعاه الى تشكيل حزب سياسي جديد والانفصال عن الخط الذي لا يزال يسير عليه حزب السعادة بزعامة رجائي قوطان. وأضاف أرضوغان: "الود السابق الذي كان يجمعنا انا والسيد اربكان ليس موجوداً حالياً ولا نلتقي إلا صدفة في المناسبات ولكنني لا أكن له اي خصومة لأنه شخصية كبيرة وقد عملنا سوياً معاً لسنوات". وعزا ارضوغان سبب تراجع اصوات حزب الفضيلة في الانتخابات البرلمانية الماضية وتضاؤل حجم تيار الإسلام السياسي في تركيا، إلى "الجمود الفكري" الذي اصاب الحركة وعجزها عن التأقلم مع الظروف السياسية الجديدة التي تلت الانقلاب العسكري البارد الذي اطاح حكومة اربكان عام 1997. وقال: "عجزنا عن التأقلم وإنتاج أفكار سياسية جديدة وأصابنا جمود فكري ادى الى تراجع شعبيتنا، ولذا كان لا بد من التجديد والتغيير، ولمسنا ذلك الطلب في قاعدتنا الشعبية، لكن قيادات حزب الفضيلة رفضت". وخلال الحديث مع ارضوغان عن توجه حزبه الجديد وموقعه السياسي، تجنب وبحذر شديد، استخدام مصطلح "إسلامي"، وأجاب على سؤال عما اذا كان لا يمانع في اطلاق صفة اسلامي على حزبه قائلاً: "أنا محافظ ديموقراطي"، ومعنى ذلك ان حزبنا يحافظ على ما لدينا من "تقاليد" و"موروثات" و"قيم". واضاف: "نعمل في شكل ديموقراطي من اجل نظام ديموقراطي ينسجم مع الأنظمة الديموقراطية في العالم ولا يختلف عنها، فجذورنا ثابتة وقادرون على العطاء". اما في ما يخص العلمانية في تركيا، أكد ارضوغان انه لا نية لدى حزبه لإقامة نظام ديني أو إسلامي في تركيا. وأكد ايضاً انه لا توجد في تركيا خلافات بين الإسلاميين والعلمانيين، و"إنما هناك من يحاول ان يجعل العلمانية ديناً ويفرضه على الجميع! فالإنسان لا يمكن ان يكون مسلماً وعلمانياً في الوقت ذاته، بل الدولة هي العلمانية.