قالت مصادر قريبة من رئيس بلدية اسطنبول السابق رجب طيب أرضوغان انه يستعد ورفاقه للاعلان خلال الأيام القليلة المقبلة، عن تشكيل حزب جديد يضم عدداً كبيراً من اعضاء حزب الفضيلة المحظور، اضافة الى عدد من نواب الاحزاب الاخرى الممثلة في البرلمان. ويفترض أن يرى هذا الحزب النور رسمياً في اوائل الشهر المقبل. وتأتي هذه الخطوة رداً على اعلان رجائي قوطان زعيم حزب الفضيلة المحظور عزمه على تشكيل حزب جديد بديل دعا كل نواب "الفضيلة" للانضمام اليه، منعاً لتفرقهم وتشتت الحزب. ورفض أرضوغان ورفاقه الذين ينعتون بالمجددين، الانضمام الى حزب قوطان لأنهم يعتقدون أن رئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان هو من سيسير الحزب من وراء الستار كما كان في السابق، وهم على يقين بأن القوى العلمانية لن تسمح لأي حزب على صلة بأربكان بالاستمرار في الحياة السياسية التركية بسبب الخلافات الفكرية والايديولوجية العميقة بينهما. ويطمح أرضوغان الذي نجح حتى الآن في اجتذاب خمسة نواب من كل الأحزاب في البرلمان على اختلاف توجهاتها، الى الظهور في الساحة السياسية بثوب جديد لا ينحصر فقط في كونه وريثاً لحزب الفضيلة، بل وريثاً لكل الاحزاب اليمينية التي تراجعت شعبيتها في الفترة الاخيرة، مثل "الحركة القومية" و"الطريق الصحيح" و"الوطن الأم". ولا يعوق اعلان أرضوغان مشروعه الحزبي الجديد سوى انتظار قرار المحكمة الدستورية العليا في شأن مستقبله السياسي، اذ كانت المحكمة حظرت عليه ممارسة أي نشاط سياسي عام 1999 بعد قراءته بعض ابيات شعرية اعتبرت المحكمة أنها تحرض على الفتنة الطائفية. وبعدما قضى عقوبة السجن اربعة أشهر، تقدم أرضوغان بطلب الى المحكمة لرفع الحظر عن نشاطه السياسي استناداً الى قرار العفو الذي أصدره البرلمان بداية هذا العام. ويؤكد رجال القانون حق أرضوغان في العودة الى ممارسة السياسة فوراً، الا انه يفضل انتظار صدور حكم رسمي من المحكمة الدستورية. وفي الوقت ذاته، يسعى النائب بولت أرينش الذي ينتمي أيضاً الى جناح المجددين، الى الوساطة بين أرضوغان وأربكان لتشكيل حزب واحد يجمع التيارين معاً تحت زعامته كحل وسط. وفي وقت تلقى مساعي أرينش دعماً وموافقة من أرضوغان الذي يقول انه لن يتشبث بزعامة الحزب، لا يزال أربكان يرفض ابداء رأي واضح في هذا الشأن. ورأى بعض المراقبين أن نجاح أرضوغان في كسب عدد من نواب الاحزاب المنافسة في البرلمان سيدفع تلك الاحزاب وخصوصاً التي تشارك منها في الحكومة، الى اعلان الحرب ولو في الخفاء، على أرضوغان وجماعته لئلا يسحب البساط من تحت أقدامهم ويحدث خللاً في التركيبة العددية للبرلمان. ولكن في حال نجح أرضوغان في مساعيه السياسية وتمكن من تشكيل حزب سياسي يتزعمه فإنه سيكون المرشح الأقوى لمنافسة كمال درويش وزير الاقتصاد الذي من المرجح أن يشكل حزباً هو الآخر، فيوازن عندها أرضوغان بحزبه اليميني المحافظ حزب كمال درويش الليبرالي اليساري.