أحيت المخيمات الفلسطينية في لبنان والأحزاب اللبنانية وبينها "حزب الله" الذكرى الأولى للانتفاضة الفلسطينية من خلال مسيرات وتظاهرات بعضها داخل المخيمات وبعضها الآخر الى بوابة فاطمة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية، والبارز نجاة العلم الاميركي من الحرق في تظاهرة مخيم عين الحلوة. وخرج اللاجئون الفلسطينيون في مخيم عين الحلوة أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان الى الشوارع حاملين الاعلام الفلسطينيةواللبنانية ولافتة بطول مئة متر حملت اسماء الشهداء الذين سقطوا في المواجهات التي خاضتها الانتفاضة على مدى عام. وتقدمت المتظاهرين وحدات من الكفاح المسلح الفلسطيني وممثلو الفصائل الفلسطينية على اختلافها وعن احزاب لبنانية. وأحرق المتظاهرون دمية تمثل رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون ومجسماً من الكرتون يمثل دبابة اسرائيلية رسمت عليه شعارات النازية وشعارات أميركية في اشارة الى تزويد الولاياتالمتحدة اسلحة فتاكة لاسرائيل لقتل الفلسطينيين. كما أحرق المتظاهرون علماً اسرائيلياً فيما نجا العلم الاميركي من الحرق للمرة الأولى منذ تنظيم تظاهرات التضامن مع الانتفاضة. وبعد صلاة الجمعة اخترقت جماعة "عصبة الأنصار" التي يترأسها أحمد عبدالكريم السعدي الملقب ب"أبو محجن" والمطلوب للعدالة اللبنانية، المسيرة، ورفع عناصرها الرايات الاسلامية وارتدوا الزي الافغاني وهتفوا "ابن لادن فجر بركان، على الخونة والأميركان" و"الملا عمر حماه الله، ويتحدى الأميركان نصره الله". ونظم "حزب الله" مسيرة حاشدة الى بوابة فاطمة كفركلا، شارك فيها نحو ثلاثة آلاف امرأة من الهيئات النسائية ومؤسسة الجرحى وعوائل الشهداء والكشافة. وحملت المتظاهرات اعلاماً لبنانيةوفلسطينية، ورايات "حزب الله" وصور شهداء المقاومة. وسارت النساء مسافة كيلومتر بمحاذاة الشريط الشائك وهنّ يرددن هتافات، منها: "شارون لا تلعب بالنار، الكاتيوشا في الانتظار". وفيما صرخت النساء "الموت لاسرائيل" غاب عن هتافهن "الموت لأميركا"، وهو هتاف تقليدي ملازم. ورشقت المتظاهرات الجانب المقابل خلف الشريط بالحجارة، فيما حلقت طوافة تابعة للقوات الدولية في فضاء المنطقة وغابت التحركات الاسرائيلية. وفي بيروت، نظمت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين مسيرة حاشدة أمام مبنى الأممالمتحدة اسكوا الوسط التجاري شارك فيها الوزير اللبناني مروان حمادة والنائب مروان فارس وشخصيات حزبية، لبنانيةوفلسطينية. وألقيت كلمات شددت على وقوف لبنان الشعبي والرسمي الى جانب الشعب الفلسطيني. وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة علي فيصل استمرار الانتفاضة "على رغم الارهاب الاسرائيلي والضغوط الأميركية". وسلم المتظاهرون مسؤول الاعلام في الأممالمتحدة نجيب خريجي مذكرة الى الأمين العام كوفي أنان طالبته بتحمل المنظمة لمسؤولياتها تجاه الجرائم الاسرائيلية. وأقيمت في مخيم شاتيلا أمسية شعرية تخليداً لذكرى الشهداء. وفي المساجد، اقتصرت خطب الجمعة على ذكرى الانتفاضة، وأكد نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان ان لا خيار امام الفلسطينيين سوى استمرار انتفاضتهم. وحذر السيد محمد حسين فضل الله من الضغط على الفلسطينيين للقبول بما يفرضه الحل الأميركي الاسرائيلي. ومساء أقام "حزب الله" احتفالاً حاشداً في ضاحية بيروت الجنوبية تحدث خلاله الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله.