تبخرت الآمال أمس بإمكان التوصل إلى تسوية سلمية للمواجهة الأميركية مع "طالبان"، إذ رفضت الحركة طلب الوفد الباكستاني الذي ضم علماء مقربين منها ومسؤولين حكوميين تسليم أسامة بن لادن لتفادي الضربة الأميركية. و كان الوفد أنهى محادثاته في قندهار من دون التوصل إلى حل. ولم يدل الوفد الذي عاد مساء إلى كراتشي بأي تصريحات سوى ما قاله السفير الطالباني في إسلام آباد عبد السلام ضعيف الذي وصف المحادثات بأنها كانت "مهمة ومثمرة" لكنه نفى أن يكون قد تم البحث في مسألة تسليم ابن لادن. و شدد على مواصلة المفاوضات. و كانت باكستان دفعت بكل ما تملك من إمكانات لدفع "طالبان" إلى تعديل موقفها الرافض تسليم زعيم "القاعدة" المشتبه به الرئيسي في الاعتداءات على الولاياتالمتحدة. وقال أعضاء آخرون في الوفد إن الحركة رفضت تسليم ابن لادن الأمر الذي يجعل فرص تجنب ضربة أميركية أمراً مستحيلاً. و ضم الوفد الباكستاني 16 شخصاً بينهم علماء مقربون من الحركة، ورئيس الاستخبارات و مسؤولون في الخارجية. وعقدوا لقاء في قندهار مع زعيم الحركة الملا محمد عمر ووزير الخارجية وكيل أحمد متوكل و آخرين. وعلمت "الحياة" أن الرئيس الباكستاني برويز مشرف طلب من واشنطن تأجيل الضربة و منح إسلام آباد فرصة أخرى لإقناع "طالبان" بتغيير موقفها. وجاء تسليم الحركة ابن لادن قرار مجلس علماء أفغانستان الذي يضم أكثر من ألف عالم والذي يدعوه إلى مغادرة الطوعية لبلادهم، ليعزز امكان تغير في الموقف الطالباني. وكذلك رأى مراقبون في دعوة كل من باكستان و"طالبان" منظمة المؤتمر الإسلامي إلى عقد اجتماع عاجل لها خطوة قد تفضي إلى ايجاد مخرج من المواجهة، وربما ديبلوماسية اللحظة الأخيرة. ولم تعلن الحركة شيئاً عن المحادثات سوى جملة واحدة أوردتها وكالة "باختر" التابعة لها وفيها إن "الوفد بحث في تطورات الأوضاع الأخيرة".