اتسعت دائرة الاعتقالات في أوروبا في إطار التحقيق في الهجمات الإرهابية على نيويورك وواشنطن، وكان أهمها أمس في إسبانيا حيث فككت أجهزة الأمن، في عملية منسقة مع دول أوروبية عدة، شبكة من الإسلاميين الجزائريين تُحضّر ل"عمليات انتحارية" ضد مصالح أميركية في أوروبا. وجاء ذلك في وقت بدأت السلطات الأميركية الاستعداد جدياً لهجوم "كيماوي" محتمل يقوم به أعضاء في خلايا إرهابية مرتبطة بأسامة بن لادن. إذ باشر مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. آي. عملية فحص واسعة تشمل كل سجلات السائقين الذين يحق لهم نقل شحنات مواد خطرة. وجاءت هذه العملية بعدما اكتشف المحققون ان عشرين شخصاً على الأقل من الذين اعتُقلوا للتحقيق بصلتهم بمنفّذي خطف الطائرات يوم 11 ايلول سبتمبر، قدّموا طلبات للحصول على ترخيص يسمح لهم بقيادة شاحنات تنقل مواد خطرة. ويُقال ان كثيرين من هؤلاء الموقوفين يرفضون التعاون مع المحققين. ونسبت وسائل إعلام أميركية مرئية إلى مصادر التحقيق ان ال"اف. بي. آي." يُعد لإجراء مسح لكل الشركات التي تسمح تراخيصها بنقل مواد كيماوية خطرة، على ان تُفحص سجلات هذه الشركة لمعرفة من يملك من موظفيها رخص قيادة شاحنات يمكنها نقل هذه المواد. ولم تكشف سوى ان أحد الموقوفين ويدعى نبيل المرابح 34 سنة، قدّم طلباً للحصول على ترخيص يسمح له بنقل مواد خطرة. وتشير تقارير إلى انه عضو في إحدى خلايا "القاعدة". وأبلغ وزير العدل جون اشكروفت لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ: "يمكنني القول اليوم ان تحقيقاتنا كشفت ان بعض الأشخاص، وبينهم من يمكن ان تكون له صلات بخاطفي الطائرات، حصل بالتزوير أو حاول الحصول على رخص لنقل مواد خطرة". وحض أي شخص يملك معلومات عن "ظروف مثيرة للريبة" تتعلق بجهود للحصول على رخص لنقل مواد كيماوية خطرة او لقيادة طائرات لرش المبيدات الاتصال ب"اف. بي. آي". وكان المحققون في قضية خطف الطائرات وتفجيرها فوق نيويورك وواشنطن اكتشفوا ان بعض الخاطفين اتصل بشركات للاستفسار عن إمكان الحصول على طائرات لرش المبيدات الزراعية. ويعتقد المحققون بأن تنظيم "القاعدة" ربما خطط لرش مواد كيماوية أو جرثومية فوق مدن أميركية، أو قيادة شاحنات لنقل مواد كيماوية خطرة وتفجيرها في بعض المدن.