واشنطن - ا ب، أ ف ب - قال مسؤولون حكوميون ان السلطات الأميركية أحبطت أربع مؤامرات تفجير خارج الولاياتالمتحدة منذ اعتداءات 11 ايلول سبتمبر الماضي، لكن الأدلة تزداد على حال تحفّز لشن مزيد من الهجمات في أوساط خلايا إرهابية تعمل بنوع من الاستقلال الذاتي. وأوضح المسؤولون ان 225 شخصاً أُوقفوا خلال الشهر الماضي في قرابة 12 بلداً باستثناء الولاياتالمتحدة بناء على معلومات من الاستخبارات الأميركية أو استخبارات أجنبية أخرى تشير الى ضلوعهم في التخطيط أو المساعدة في تحضير مؤامرات إرهابية. وأضاف المسؤولون الذين تحدثوا شرط عدم كشف اسمهم، ان التقارير الإستخباراتية عن تهديدات جديدة محتملة للمصالح الأميركية ازدادت كمّاً ونوعاً الأسبوع الماضي، مما أدى الى صدور واحدة من أقسى التحذيرات الى المواطنين الأميركيين بضرورة توخي الحيطة. وقال مسؤول أميركي لوكالة "أسوشيتد برس" ان معظم الأدلة لا يشير الى أهداف معينة بل يقدّم "صورة أكثر وضوحاً لمجموعة من الخلايا الإرهابية المختلفة التي تتطلع الى شن هجمات" على المصالح الأميركية. ونقلت الوكالة عن المصادر ذاتها ان مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. آي يعتقد بان عدداً من الأشخاص المشتركين في مؤامرات للقيام بتفجيرات لا يزالون مطلقي السراح في الولاياتالمتحدة والقارة الأوروبية والشرق الأوسط. وأوضحت المصادر الأميركية ان مسؤولين في إدارة الرئيس جورج بوش يعملون خارج الولاياتالمتحدة بالتعاون مع حكومات أجنبية استطاعوا تحديد وإحباط خطط لتفجير أربعة مواقع ديبلوماسية وعسكرية أميركية. وتابعت ان خطط التفجيرات كانت تستهدف السفارة الأميركية في باريس، ومُنشأة أميركية في تركيا، ومباني تابعة للسفارة في اليمن، ومقر حلف شمال الأطلسي الناتو في بروكسيلبلجيكا. وقالت المصادر الأميركية ان السلطات اليمنية تبحث عن نحو 12 عربياً، بينهم عدد من المرتبطين بشكبات تنظيم "القاعدة" التابع لأسامة بن لادن، دخلوا الأراضي اليمنية من أفغانستان بعد الهجمات الإرهابية في الولاياتالمتحدة. وقال وزير العدل الأميركي جون اشكروفت يوم الأحد ان مكتب التحقيقات الفيديرالي لا يزال يبحث عن 190 شخصاً يمكن ان يعرفوا شيئاً عن خطط إرهابية. وأوضح مسؤولون أميركيون ان ال "اف. بي. آي" يبحث عن طيار سعودي اشترى طائرتين في آب اغسطس الماضي من مطار صغير في تنيسي قرب فورت كامبل كنتاكي حيث تتمركز قوات أميركية من وحدات النخبة. كما يبحث ال "اف. بي. آي" عن الطيار خالد الزيدي بعدما اشترى طائرتين صغيرتين من وسيط في كلاركسفيل تينيسي وترك الولاية بعد وقت قصير من الهجمات الانتحارية في 11 ايلول. ويظهر اسم الزيدي في قائمة لأشخاص مطلوبين للاستجواب أمام المحققين، لكن مساعد مدير ال"اف. بي. آي" جون كولينغوود قال ان الاهتمام بالتحدث اليه له علاقة "بشيء لا يمت بصلة لعمليات خطف الطائرات". وقال مسؤولون في أجهزة حفظ الأمن ان لديهم أدلة، بعضها مُبهم وبعضها أكثر دقة، على ان رجالاً من الشرق الأوسط يرصدون أهدافاً تراوح من منشآت للطاقة النووية الى المطارات والسفارات والأماكن السياحية. وأوضحوا انهم لم يستطيعوا بعد تحديد هدف دقيق أو خطة لضرب مصالح أميركية من بين 573 تهديداً يدرسها مكتب التحقيقات الفيديرالي. وأكدوا انهم سيصدرون تحذيراً علنياً عندما يعرفون بأي هدف مُحدد يمكن استهدافه. الى ذلك، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر امنية أمس ان عشرة على الاقل من مجموع الموقوفين ال700 بعد الاعتداءات في اميركا هم اعضاء في خلايا على علاقة بتنظيم "القاعدة". واوضحت ان التحقيق يتناول ما اذا كان بعض هؤلاء الموقوفين العشرة لعب دوراً مهماً في الهجمات. وقالت مجلة "نيوزويك" الاميركية ان ال"اف بي آي" يملك الدليل على ان مسؤولين في "القاعدة" اتصلوا اربع مرات على الاقل بارقام هاتفية في الولاياتالمتحدة. والنظرية الارجح بهذا الخصوص هي ان اسامة بن لادن يحاول تحريك الخلايا الارهابية غير الناشطة. الشاحنات المفخخة في غضون ذلك، رفض الوزير اشكروفت التعليق على ما ذكرته مجلة "تايم" في عددها أمس ان المسؤولين في مدرسة لتعليم قيادة السيارات في كولورادو غرب ابلغوا السلطات ان عشرات الطلاب العرب تعلموا خلال السنتين الماضيتين على قيادة الشاحنات. وذكرت المجلة ان ما بين 25 و35 رجلا لا يتكلمون اللغة الانكليزية تابعوا دورات للتعلم على قيادة السيارات ودفعوا نقداً، وانهم حصلوا جميعاً على رخص لسوق الشاحنات ولكن لم يبحث اي منهم عن عمل بعد ذلك. ومع ذلك فقد نفى تشارلي تويدي صاحب مدرسة "كارييرز وورلدوايد" لتعليم قيادة السيارات ان يكون اناس لا يتكلمون الانكليزية قد تعلموا على قيادة السيارات في مدرسته. وقال ان عناصر من "اف. بي. اي." درسوا ملفات المدرسة واستجوبوا موظفيها. الى ذلك، افادت مجلة "تايم" أمس ان مكتب التحقيقات رفض ارسال عملائه على متن باخرة للبحرية الاميركية الى المحيط الهندي لاعتقال اسامة بن لادن. وكانت وزارتا الدفاع والخارجية الاميركيتان قررتا ارسال عملاء "اف. بي. اي" على سفينة متوقفة قرب افغانستان لاعتقال بن لادن واي عنصر من عناصر "القاعدة". لكن مكتب التحقيقات رفض ذلك وبرر موقفه بانه لا يمكنه اراسل عملائه للقيام باعتقالات قد لا تقع ابدا.