} دعا الرئىس الروسي فلاديمير بوتين المقاتلين الشيشان الى القاء السلاح والاستسلام خلال فترة لا تزيد على ثلاثة ايام. واعتبرت الدعوة "انذاراً اخيراً" وبداية "عد تنازلي" لعملية عسكرية واسعة النطاق تتزامن مع العمليات العسكرية الاميركية في افغانستان. دعا بوتين خلال كلمة تلفزيونية توجه بها مساء اول من امس جميع "الخارجين على القانون" في الجمهورية الشيشانية الى "قطع صلاتهم فوراً مع ممثلي الارهاب الدولي والقاء اسلحتهم". وأوضح بوتين ان دعوته تشمل المشاركين في العمليات القتالية ضد القوات الفيديرالية و"أولئك الذين يعتبرون انفسهم سياسيين" في اشارة الى الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف، وطالبهم بالاستسلام خلال مهلة لا تتجاوز 72 ساعة مضيفاً ان الحديث معهم سينحصر في "آلية نزع اسلحة المقاتلين" و"البرامج الكفيلة بتأمين انخراطهم مجدداً في الحياة المدنية". وكلف الرئيس الروسي ممثله في الدائرة الفيديرالية الجنوبية فيكتور كازانتسيف التي تدخل الجمهورية الشيشانية ضمن صلاحياتها الدستورية مخاطبة المستسلمين باسم المركز الفيديرالي. ولفت مراقبون الانظار الى ان بوتين لم يعلن عفواً عاماً عن المستسلمين ولم يحدد خطوات موسكو المحتملة بعد انقضاء المهلة المحددة. غير ان الاشارات الى ذلك توالت في تعليقات السياسيين والعسكريين الروس على دعوة بوتين التي وصفها ممثل الرئيس فيكتور كازانيتسيف بأنها "فرصة قد تكون الاخيرة" لجميع المقاتلين وقادتهم الميدانيين. وشدد على ان "العد التنازلي بدأ بالفعل"، مشيراً الى انه "لا يمكن النظر الى الاحداث في الشيشان بمعزل عما يجري في العالم". وأضاف "ان المجتمع الدولي يخوض الآن حرباً ضد الارهاب"، مؤكداً ان "مكافحة التطرف الديني وتصفية قواعد الارهاب في الشيشان يأتيان في اطار المشاركة الروسية في هذه الحرب". ورأى محللون في موسكو ان الكرملين يجهز لعملية عسكرية واسعة النطاق تهدف الى تصفية المقاومة الشيشانية، مستغلاً توجه انظار العالم نحو التحركات الاميركية حول افغانستان وتوقع المحللون ان تتزامن العملية العسكرية الروسية مع بدء الضربة الاميركية. وفي هذا الاطار حذر رئىس جمهورية انغوشيا المجاورة للشيشان رسلان اوشيف من "تفجر خطير" للأوضاع في الجمهورية الشيشانية مع انتهاء المهلة المحددة، مشيراً الى ان القيادة الروسية وجهت انذارات عدة منذ بدء الحملة الشيشانية عام 1994، ولم يستجب لها المقاتلون. ورأى رئىس الادارة الشيشانية الموالية لموسكو احمد قادروف ان بوتين منح فرصة اخيرة لمسخادوف وجميع القادة الميدانيين، لتحديد موقفهم "مع الارهاب الدولي او مع الشعب الشيشاني"، مشيراً الى "ان الحرب ضد الارهاب ستكون عنيفة بعد انتهاء المهلة المحددة"، ودعا مسخادوف الى "عدم اضاعة اي دقيقة" والبحث عن قناة للاتصال مع المركز الفيديرالي لبحث "آلية وضع السلاح". وأشار قادروف الى "ان المجتمع الدولي سيتفهم موقف بوتين جيداً"، مشدداً على "ان الخيار امام قادة المقاومة هو الاستسلام او الموت". وأعرب عن "ثقته بجهوزية القيادة العسكرية لتوجيه ضربات محددة الاهداف وعمليات دقيقة تؤدي الى اخراج او تحييد ... اولئك الذين يثيرون الرعب ويريقون الدماء في الجمهورية الشيشانية".