أتاح لنا الاعلامي المقتدر السيد أحمد منصور، من خلال برنامجه "شاهد على العصر" من قناة "الجزيرة" القطرية اكتشاف مفارقات هي من سمات أقطارنا العربية. والمفارقة هي "الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب". والسيد عارف عبدالرزاق تولى رئاسة الوزراء العراقية وحاول الانقلاب على نفسه وفشل. ولكنه نجح في التآمر على حياة العائلة المالكة في العراق، بعد أن أقسم يمين الولاء لها على القرآن. وكان يتناول الطعام الى مائدتها، مع الملكة عالية رحمها الله. وشارك في مذبحة ابنها الملك فيصل، وأخيها عبدالإله، ووالدتها وشقيقاتها ظلماً، ومن دون محاكمة صورية. والغريب أنه يكافأ على هذا، ويصبح وزيراً، ثم رئيس وزراء، وبطلاً قومياً. ويتوالى الأبطال القوميون على العراق، ويمعنون فيه نهباً واذلالاً وتطهيراً عرقياً، ليصل العراق على يد آخر بطل قومي الى ما وصل اليه الآن. ولنا أن نتساءل: لماذا لم يحاول هذا البطل القومي مع النظام البعثي في العراق ما حاوله مع غيره؟ وهذه الشخصيات "الناصرية" تقودنا الى شخصية عبدالناصر نفسه. فلو أن غيره تولى قيادة مصر لكان أداؤها أحسن من أدائه، ولما تورطت في حروب خاسرة ومؤامرات فاشلة جرّت الكوارث على بلداتها والمنطقة. ولما خرج علينا، في كل بلد عربي، مغامر مغمور ليتشبه بالأبطال ويقود بلاده الى الهاوية، ثم يورثها خراباً الى أولاده. عمر علي صابر