واشنطن، نيويورك، لندن، باريس، مدريد، طوكيو - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أقسم الرئيس جورج بوش مساء الخميس امام الشعب الاميركي والعالم بأسره ان النصر سيكون حليفه في الحرب على الارهاب التي ستستخدم فيها كل الوسائل ومنها العسكرية، ونصب الولاياتالمتحدة في طليعة النضال من اجل "الحرية" والقضاء على "الوحشية". ووجّه في خطاب ألقاه امام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ، تحذيراً قاسياً الى نظام حركة "طالبان" الحاكم في كابول داعياً اياه الى تسليم المسؤولين عن تنظيم "القاعدة" فوراً وبينهم زعيم التنظيم اسامة بن لادن الذي تعتبره واشنطن المشتبه فيه الرئيسي في اعتداءات 11 ايلول سبتمبر. وطلب من القوات الاميركية ان تكون على اهبة الاستعداد مؤكداً "دنت الساعة التي ستتحرك فيها اميركا وعندها سنفتخر بكم". وشدّد على ان المطالب الاميركية من افغانستان "غير قابلة للتفاوض، إما ان يسلّموا الارهابيين او ان يشاطروهم مصيرهم". ووصف الارهابيين بأنهم "ورثة الفاشية والنازية والتوتاليتارية"، مؤكداً ان كل الأدلة المتوافرة حتى الآن تشير الى ابن لادن وتنظيم "القاعدة" الذي له تشعبات في اكثر من ستين دولة. معتبراً ان تنظيم القاعدة مجموعة منحرفة عن تعاليم الاسلام التي تدعو الى السلام. ودعا مواطنيه الى الاستعداد لحرب طويلة الامد والتحلي بالصبر في هذه الحملة التي لن تشبه اياً من النزاعات السابقة التي خاضتها الولاياتالمتحدة. واضاف: "على الاميركيين ألا يتوقعوا معركة وحيدة بل حملة طويلة لم يسبق لها مثيل قد تشمل ضربات ضخمة ينقلها التلفزيون وعمليات سرية ستبقى سرية حتى في نجاحها... سنقطع التمويل عن الارهابيين ونرغمهم على الفرار من مكان الى مكان الى ان يضيق بهم العالم فلا يعرفون ملاذا او راحة". واكد ان على كل الدول ان تختار معسكرها في هذه الحملة. وقال: "سنلاحق الدول التي تساعد الارهاب او تؤويه … على كل دولة في كل منطقة ان تحسم امرها. اما ان تكونوا معنا او ان تكونوا مع الارهابيين. ومن الآن وصاعداً ستعتبر الولاياتالمتحدة اي دولة تستمر في ايواء الارهاب او دعمه انها دولة معادية". ودعا بوش مواطنيه الى ابقاء ثقتهم باقتصاد البلاد. واكد ان "الارهابيين هاجموا أحد رموز الازدهار الاميركي. لكنهم لم يمسّوا منبع هذا الازدهار". وفي اطار الرد على اقتراحات افغانستان في شأن مصير ابن لادن، اعتبر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان ردّ زعماء حركة "طالبان" لا يفي بالمطلوب رافضاً اقتراح افغانستان بأن يغادر اسامة بن لادن طواعية. وقال في مؤتمر صحافي امس في لندن، انها "غير مقبولة". كولن باول لكن وزير الخارجية الاميركي صرّح مساء الخميس الجمعة لشبكة تلفزيون "اي بي سي" بأن واشنطن ستلاحق ابن لادن "في شتى أنحاء العالم" و"هناك دول اخرى ربما تؤدي دوراً... لننتظر ان كان بوسعنا اخراجه من افغانستان اولاً". وكان باول اعلن امام صحافيين في واشنطن ان الولاياتالمتحدة لا تفكر حالياً بإجراء اي اتصال مع حركة "طالبان"، لكنه لم يستبعد ذلك في حال سلّمت ابن لادن ورجاله. وعلى الصعيد الديبلوماسي، اكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مجدداً تعهده بالوقوف الى جانب الولاياتالمتحدة. وقال بلير لدى اجتماعه مع بوش في البيت الابيض اول من امس ان بريطانيا تدين لشعب اميركا بالتأييد نظير ما لقيت من مساعدة اميركية اثناء الحرب العالمية الثانية وانها ستمنحه التأييد بلا تردد. وكان الرئيس جاك شيراك الذي التقى بلير قبل مغادرة الاخيرة، واشنطن، اعلن ان "لا بريطانيا ولا فرنسا ستتغيب اذا كان الرد مناسباً وفاعلاً". وكان مصدر في قصر الاليزيه اعلن ان شيراك واصل اتصالاته الهاتفية اول من امس مع قادة اجانب لاطلاعهم على نتائج رحلته الاخيرة الى واشنطنونيويورك. وقال وزير الخارجية الصيني تانغ جياكسوان مساء الخميس في واشنطن ان الصين ستقف الى جانب الولاياتالمتحدة لمحاربة الارهاب. واضاف عشية محادثات مع باول ان "الشعب الصيني يقف الى جانب الشعب الاميركي والمجتمع الدولي في مكافحة الارهاب". وفي طوكيو اكدت وزارة الخارجية اليابانية امس ان رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي سيجتمع والرئيس بوش الثلثاء المقبل في واشنطن. وعلى الصعيد العسكري، شرح وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الخطوط العامة لخطة الولاياتالمتحدة مكافحة الارهاب. وقال في تصريح صحافي، ستكون حملة "طويلة الأمد وليست سريعة"، معرباً عن قلقه من انتشار اسلحة الدمار الشامل التي قال ان الارهابيين يسعون الى امتلاكها. واضاف: "بدأنا شيئاً مختلفاً جداً جداً عن الحرب العالمية الثانية وحرب الخليج وكوسوفو والبوسنة، وهذا ما يفكّر فيه الناس عندما يستخدمون كلمات حرب ونزاع وحملة وضد بلد معين... ان ذلك لن يكون سريعاً. انها ماراثوني وليس سريعاً". واكد مجدداً ان المعركة ضد منفّذي اعتداءات 11 ايلول سبتمبر لن تكون عسكرية الا جزئياً، وستكون ديبلوماسية ايضاً وسياسية واقتصادية ومالية. وقال انه وقّع "أوامر بالانتشار" لما يبدو انه بداية تعزيز عسكري في منطقة الشرق الاوسط والمحيط الهندي. واضاف: "ننظّم قواتنا في العالم بطريقة يمكن ان تكون مفيدة اذا ما قرر الرئيس جورج بوش استخدامها". وفي وقت لاحق اعلن مصدر عسكري ان قيادة القوات الاميركية الخاصة تلّقت امراً بالانتشار في اطار الحركة الواسعة المفروضة على الوحدات العسكرية الاميركية في العالم. وتشرف القيادة على حوالى 13 الف جندي منهم خصوصاً الفيلق 75 و160 للطيران المتخصص بالعمليات الخاصة. مشاة البحرية الى المتوسط وفي اطار اوامر الانتشار ايضاً، ودّع افراد من مشاة البحرية الاميركية عائلاتهم الخميس مع استعداد ثلاث سفن حربية محمّلة بقوات ودبابات ومعدات حربية اخرى للاقلاع في اتجاه البحر المتوسط وسط اجواء مفعمة بالحماس الوطني. استدعاء الاحتياط الى ذلك، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية انها استدعت 5131 من قوات الاحتياط في سلاح الجو وقوات الحرس الوطني الجوي في اطار تعبئة "للدفاع عن الوطن" وافق عليها الرئيس جورج بوش. وهذا اول استدعاء يصدر بمقتضى امر وقّعه بوش الاسبوع الماضي يخوّل استدعاء حوالى 50 ألف عسكري لزيادة الحماية العسكرية للموانئ والمجال الجوي الاميركي ومساعدة السلطات المدنية على استعادة النظام. القواعد الاسبانية وفي اطار التنسيق العسكري الاوروبي الاميركي اعلن مكتب رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار في بيان الخميس ان اسبانيا وافقت على طلب الحكومة الاميركية باستخدام القواعد العسكرية في اسبانيا.