} أعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عن اعتقاده بأن يعقد وزير خارجيته شمعون بيريز والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اجتماعاً "الاسبوع المقبل" لكنه لم يحدد موعداً. ووافق المجلس الوزاري المصغر امس على استمرار الهدنة مع الفلسطينيين لمساعدة الولاياتالمتحدة في تشكيل تحالف دولي ضد الارهاب. لكن شارون وضع شروطاً لذلك. وطالب الفلسطينيون بمبعوث اميركي للمساعدة في تثبيت الهدنة والتحضير لتطبيق توصيات ميتشل. حسم شارون الجدل حول لقاء عرفات - بيريز امس وأعلن في حديث الى شبكة "سي.ان.ان" ان اللقاء سيكون "الاسبوع المقبل، اذا كان الوضع هادئاً". وذكرت صحيفة "هآرتس" امس ان شارون وضع شروطاً، بعضها جديد وبعضها الآخر قديم لإعطاء الضوء الأخضر للقاء، وتتلخص في: "تنشيط اللجنة الأمنية العليا المشتركة بحضور ممثل عن وكالة الاستخبارات الاميركية، ثم التأكد من وقف النار في المناطق الفلسطينية، اما اسرائيل فستنسحب تدريجاً وتفك الحصار عن المناطق التي تشهد هدوءاً تاماً، ثم تمنح سكانها تسهيلات اقتصادية، خصوصاً. وتحتفظ اسرائيل بحقها في استئناف سياسة تصفية ناشطين فلسطينيين تشتبه فيهم بالتخطيط لعمليات عسكرية ضدها". وأبرزت الصحف العبرية امس حقيقة ان غالبية وزراء المجلس الأمني - السياسي المصغر وعددهم 14 تعارض عقد لقاء بيريز - عرفات وان ممثلي حزب "العمل" الأربعة في المجلس هم الوحيدون الذين يؤيدون عقده. وقال وزير السياحة المتطرف رحبعام زئيفي للاذاعة العبرية امس ان بيريز لن يلتقي عرفات من دون قرار رسمي للمجلس المصغر وانه "مقتنع بأن المجلس سيقرر إلغاء اللقاء". واكد هذه الاقوال زعيم حركة "شاس" الأصولية الشرقية ايلي يشاي الذي رأى في مثل هذا اللقاء "تأهيلاً لعرفات على الحلبة الدولية". وشددت السلطة الفلسطينية امس على ضرورة ايفاد مبعوث اميركي للمساعدة في ترتيب الاجتماع، وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي التقى بيريز لترتيب اللقاء "ما زالت هناك حاجة الى اعداد أكبر لوضع آلية لتطبيق توصيات ميتشل وورقة تينيت وطلبنا ارسال مبعوث اميركي للمساعدة في التحضير". وكان عريقات يشير الى توصيات اللجنة الخاصة حول المواجهات التي ترأسها السناتور الاميركي السابق جورج ميتشل ودعت الى وقف المواجهات وتجميد النشاطات الاستيطانية اليهودية في الأراضي المحتلة واستئناف المحادثات اضافة الى وقف اطلاق النار الذي تم برعاية مدير وكالة الاستخبارات الاميركية سي آي ايه جورج تينيت في حزيران يونيو الماضي. وأكد عريقات انه لم يتم حتى الآن تحديد موعد للقاء الذي يؤمل له ان يساعد في تحقيق انفراج في المواجهات التي تشهدها الاراضي المحتلة منذ اندلاع الانتفاضة قبل عام تقريباً. واعتبر ان وقف النار "يحتاج الى اجراءات اسرائيلية على الأرض لا سيما رفع الحصار" الذي يفرضه الجيش الاسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال: "ما زالت اسرائيل تتصرف بالعقلية القديمة وتصر على ربط رفع الحصار بدرجة الهدوء وهذا لن يساعد على التقدم". وأفادت الاذاعة العبرية الرسمية ان رؤساء اجهزة الأمن الثلاثة في اسرائيل الشاباك والموساد والاستخبارات العسكرية أبلغوا وزراء المجلس المصغر ان جهود الرئيس الفلسطيني لوقف النار "ليست كافية" وان قراره وقف النار "ليس سوى خطوة تكتيكية". وزادوا ان الرئيس الفلسطيني يحرص اساساً على عدم اطلاق النار من المناطق الخاضعة أمنياً للسلطة المعروفة بالمنطقة أ وعدم تنفيذ عمليات عسكرية داخل المدن الاسرائيلية، لكنه يغض الطرف عن اطلاق نار في محاور الطرق الرئيسية في الضفة الغربية وقطاع غزة وضد المستوطنين لقناعته بأن العالم يتفهم مقاومة الاحتلال. ونقلت الاذاعة عن مصادر أمنية قولها "إن بيريز طلب من عرفات اعتقال ناشطين فلسطينيين أدرجت اسرائيل اسماءهم على لائحة المطلوبين".