دمشق، الرياض، القاهرة - "الحياة" - أجرى الرئيس بشار الأسد في اليومين الأخيرين محادثات مفاجئة مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك، بعدما زار اليمن، وذلك في اطار الاتصالات العربية للخروج ب"موقف عربي موحد ازاء ظاهرة الارهاب". وأفادت المعلومات المتوافرة ل"الحياة" ان الاتصالات السورية تستند الى سبع نقاط هي: "إدانة الهجمات الارهابية، تضافر الجهود الدولية من أجل مكافحة الارهاب بكل أشكاله وصوره، رفض الربط بين مكافحة الارهاب والنضال المشروع للشعوب ضد الاحتلال الاجنبي، والذي كفله ميثاق الاممالمتحدة، التصدي لمرتكبي الارهاب أياً كانوا باعتبار الارهاب ظاهرة عالمية ترفضها الأديان والقيم الانسانية، ضرورة التصدي للارهاب في اطار مؤسسات الشرعية الدولية، ايجاد موقف عربي موحد من الظاهرة بما يحقق الاستقرار الدولي والسلام العالمي، وعدم الربط بين الارهاب والاسلام والعرب لتفادي شرخ بين العالم وبين العرب والمسلمين، ولئلا تتحول المواقف الى صراع بين الأديان والحضارات. وكانت السعودية وسورية اكدتا ادانتهما الأعمال الارهابية التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي، وكل أعمال الارهاب، وابدتا استعدادهما للتعاون مع المجتمع الدولي في مكافحتها. جاء ذلك خلال المحادثات التي اجراها الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس الأسد في جدة أول من امس. واستقبل الملك فهد الرئيس السوري في قصر السلام، وعقدا اجتماعاً حضره الأمير عبدالله والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والأمير نواف بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، وعدد من كبار المسؤولين السعوديين، ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع. وبعد مأدبة غداء أقامها الملك فهد للرئيس الأسد عقد الأمير عبدالله اجتماعاً آخر مع الرئيس السوري، الذي غادر بعدها جدة في نهاية زيارة استمرت ثلاث ساعات. وذكر مصدر مطلع ان المحادثات ركزت على بحث تطورات الوضع في المنطقة، في ضوء النتائج التي اسفرت عنها الهجمات في الولاياتالمتحدة، وانعكاساتها على الأوضاع العربية في شكل خاص. وقالت المصادر ان وجهات النظر كانت متطابقة في شأن ادانة الارهاب والاستعداد للتعاون مع المجتمع الدولي، لمحاربة هذه الظاهرة، والتحذير من استغلال اسرائيل ما حدث في اميركا لتصعيد الوضع في المنطقة. قمة مصرية - سورية وانتقل الرئيس السوري من جدة الى شرم الشيخ ليل أول من امس، وأعلن وزير الاعلام المصري السيد صفوت الشريف ان قمة ضمت الرئيس الاسد والرئيس حسني مبارك عرضت ردود الفعل العالمية والعربية حيال الهجمات الارهابية التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة وانعكاساتها على الساحة الدولية ومنطقة الشرق الأوسط. وزاد ان الزعيمين اكدا التعاون مع المجتمع الدولي في التصدي للارهاب بكل صوره وأشكاله، وبالآلية التي تحقق الشمولية في مواجهته، وبالشرعية التي "تحقق الحسم والجدية" في القضاء على الارهاب، باعتباره "ظاهرة عالمية وجريمة منظمة تهدد الأمن والاستقرار العالميين وتروع الشعوب". وأشار الشريف الى ان مبارك والأسد اكدا ايضاً "ضرورة ان تلتزم اسرائيل الشرعية الدولية والحقوق العربية المشروعة، وان تتجاوب مع مطلب المجتمع الدولي وقف العمليات العسكرية والعدوان على الشعب الفلسطيني، وان تتخذ من الخطوات ما يحقق السلام العادل والاستقرار الدائمين في المنطقة". وشدد على ان "مصر وسورية دانتا الاعمال الارهابية الأخيرة في الولاياتالمتحدة ونددتا بترويع الآمنين من الشعب الاميركي، ورفضتا سفك الدماء". واضاف ان مبارك والأسد استعرضا نتائج الاتصالات التي اجراها الرئيس المصري بالقادة في اميركا والدول الأوروبية، ونتائج جولة الرئيس السوري التي شملت ايضاً اليمن والسعودية.