ينطلق العرس الرياضي المتوسطي مساء اليوم في تونس بحفلة افتتاح للدورة الرابعة عشرة التي يشارك فيها 3466 رياضياً ورياضية يمثلون 23 دولة، بينها 8 دول عربية. سيتمثل الحضور العربي بكل من لبنان وسورية ومصر وليبيا والجزائر والمغرب، فضلاً عن تونس الدولة المنظمة والأردن التي تحل ضيفة بدعوة خاصة من اللجنة العليا للألعاب. وهو سيكون مكثفاً على الصعيد البشري إذ يشارك في الدورة التي تستمر الى 15 الجاري، 1044 رياضياً بينهم 289 فتاة وبزيادة كبيرة جداً قياساً الى المشاركة العربية في الدورة الثالثة عشرة التي أقيمت عام 1997 في مدينة باري الايطالية حيث لم تتجاوز ال630 مشاركاً كان بينهم 93 لاعبة فقط. يضاف الى هؤلاء الرياضيين آلاف من التونسيين الذين يتحملون عبء التنظيم ومسؤولياته. فإلى اللجان المنظمة والجهات المنوطة حفظ الأمن وتوفير كل سبل الاقامة والإعاشة والنقل والاشراف على سير المسابقات والتحكيم، تطوع نحو 7 آلاف شاب وشابة لخدمة الضيوف. هذه المرة الثانية التي تستضيف فيها تونس الألعاب المتوسطية بعدما نظمت الدورة الخامسة عام 1967، وتترامن الدورة الجديدة مع مرور 50 عاماً على اقامة النسخة الأولى في الاسكندرية، ولذا فهي ستشهد احتفالات خاصة وتكريماً لعدد من الشخصيات الرياضية التي أسهمت في استمراريتها طوال نصف قرن. وعلى رغم ان الدورات الرياضية الاقليمية كثيرة، تبقى دورات البحر الأبيض المتوسط التي تقام كل أربع سنوات في احدى المدن الساحلية المتوسطية هي الأهم بالنسبة الى العالم العربي لأكثر من سبب. واول الأسباب ان من أطلق فكرة تنظيم هذه الألعاب هو رئيس اللجنة الأولمبية المصرية السابق محمد طاهر باشا، الذي عمل بجهد دؤوب الى أن ولدت الدورة الأولى عام 1951 في بلاده. ومن الأسباب أيضاً ان مثل هذه الدورات فرصة للرياضيين العرب للاحتكاك بآخرين ينتمون الى دول متقدمة رياضياً، وهو ما لا يتوافر لهم من خلال المشاركات في الدورات الأولمبية، لأن معايير المشاركة فيها لا تسمح لكثيرين من العرب بدخول منافساتها إن على صعيد الألعاب الفردية لتدني أرقامهم، أو على صعيد الألعاب الجماعية لعدم قدرتهم على تجاوز التصفيات الاقليمية والقارية المؤهلة للأولمبياد. لكن أهم ما في الدورات المتوسطية انها تجمع بين رياضيي ثلاث قارات، وينظر اليها على أنها مرحلة باكرة لاكتشاف المواهب التي يمكنها أن تتأهل للدورات الأولمبية... وهي تمثل فرصة اكيدة ونادرة لإبراز الذات في دورة اقليمية تقترب الى حد بعيد من العالمية والمنافسات الأولمبية بحجم المسابقات وعددها ونوعها ومقاييسها الفنية أيضاً. تسعى ايطاليا الى الاحتفاظ بلقبها الذي اعتادته وحصدته للمرة الأخيرة في دورة باري السابقة، وهي الدورة التي حصد فيها العرب 78 ميدالية بينها 9 ذهبيات. وبرز فيها نجوم مثل المصري رؤوف عبدالكريم، والسباحة المصرية "المعتزلة" رانيا علواني، والمغربية نزهة بدوان التي شقت طريقها الى العالمية، كذلك مواطنتها حسنة بن حسي الأمر والجزائرية نورية بن عيدة مراح.