عكست الجولة الثالثة من التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة لمونديال 2002 لكرة القدم خروج السعودية من دوامة الاخفاقات الاولى بفوزه على العراق 1- صفر، والذي حمل اللمسات الايجابية الاولى لخيار تولي المدرب المحلي ناصر الجوهر قيادة "الأخضر" خلفاً لليوغوسلافي سلوبودان سانتراتش، في حين وقع كل من الاماراتوالعراق في فخ الاخفاق ذاته، ما ادى الى ردي فعل طبيعيين تمثلا باقالة مدرب العراق عدنان حمد وتعيين الكرواتي رودولف بيلين بدلاً منه واستقالة مدرب الامارات عبدالله الصقر. في المقابل اعتبرت الصين الرابحة الاكبر بعدما استكملت مشوار حصد النقاط بسهولة، وحققت فوزها الثاني على التوالي على عمان 2- صفر، ما جعلها تتصدر ترتيب المجموعة الثانية بفارق نقطتين امام قطر. عواصم - "الحياة"، أ ف ب - تباينت ردود فعل الشارع الرياضي السعودي حول فوز المنتخب على العراق 1- صفر في التصفيات الآسيوية الحاسمة لمونديال 2002. واذ اعتبر كثيرون انه جاء في الوقت المناسب لاعادة تقويم مسيرة المنتخب بعد بداية مهزوزة، رأى آخرون ان مستوى "الاخضر" متدنٍ ولا يوجد عنصر الطمأنينة المناسبة الى نتائجه في المرحلة التالية. واعلن مدرب المنتخب ناصر الجوهر ان المنتخب لا يزال يحتاج الى وقت غير قليل لمعالجة الثغرات في صفوفه والتي تؤثر سلباً في فاعلية ادائه الجماعي. وتعهد للجماهير السعودية الوفية ان اللاعبين لن يبخلوا ببذل العطاء الكبير كما حصل في المباراتين الاوليين. من جهته، اوضح الظهير الايسر حسين عبدالغني ان "الاخضر" يملك مستوى افضل مما قدمه امام العراق، "ولكن المهم في مثل هذه المباريات هو الفوز وجمع النقاط". واشاد بالجوهر، ووصفه بالمدرب الاكثر كفاية انطلاقاً من معرفته قدرات اللاعبين ونفسياتهم، "والتي اثمرت مردوداً ايجابياً على صعيد الاداء وبالتالي النتيجة". وبدوره، اكد صاحب الهدف المهاجم عبيد الدوسري ان الفوز لم يكن سهلاً، "خصوصاً انه كان خيارنا الوحيد من اجل تعويض النقاط الضائعة في اللقاءين الماضيين". وفي الاطار ذاته، وعد سامي الجابر بتقديم المنتخب عروضاً افضل في المباريات المقبلة، "وهو ما سيتحقق على ارض الواقع بعد استغلال الجهاز الفني عامل خلود المنتخب الى الراحة في الجولة التالية لمعالجة بعض الثغرات الفنية، تمهيداً لعكس الصورة الحقيقية في المباراة المرتقبة امام تايلاند بعد اسبوعين. وعموماً ان حسابات المجموعة الاولى الحديدية لن تنتهي قبل الجولة الاخيرة من التصفيات". من جهة اخرى، ألغى الاتحاد السعودي المعسكر الذي كان مقرراً في ماليزيا وقرر الاكتفاء بفترة تدريب داخلية في الدمام قبل التوجه الى تايلاند لقاء منتخبها في 15 الجاري. ومنح الجوهر اللاعبين ثلاثة ايام من الراحة، قبل استئناف التدريب استعداداً لموقعة بانكوك. في المقابل، قرر الاتحاد العراقي تجميد عضوية امين سر الاتحاد حسين سعيد واعادة النظر بمسألة احتراف اللاعبين العراقيين في الخارج بعد النتائج المتواضعة للمنتخب في تصفيات المونديال، علماً انه سيعقد اجتماعاً مع وفد المنتخب بعد عودته من البحرين للوقوف على النقاط السلبية والايجابية التي رافقت مبارياته. وينتظر ان يتولى المدرب الكرواتي رودولف بيلين الاشراف على المنتخب العراقي في المرحلة المقبلة خلفاً لعدنان حمد، علماً انه كان شاهد المباراة في المنامة، لكن من دون ان يتدخل في اختيار التشكيلة. وكشفت مصادر مطلعة ان بيلين طلب تهيئة معسكر تدريبي للمنتخب في مدينة ميلانو الايطالية بعد مباراته الاخيرة في مرحلة الذهاب، والمقررة امام ايران في 14 الجاري. صحوة قطرية وفي المجموعة الثانية، استعادت قطر توازنها وزادت الضغط على الامارات بفوزها عليها 2-صفر في عقر دارها. عموماً، بدا المنتخب الاماراتي عاجزاً عن تعويض خسارته امام الصين صفر-3 في الجولة الثانية، وتفوق التكتيك الذي اتبعه مدرب قطر، البوسني جمال حاجي، على تكتيك نظيره المحلي عبدالله الصقر، فضمن الاول بقاءه حتى الجولة الرابعة على الاقل بعدما كان مصيره شبه معلق بنتيجة المباراة، بينما تفاقمت المشكلات امام الصقر بعدما عاد المنتخب الاماراتي الى دائرة التخبط السابقة. وفي التفاصيل الميدانية، سعى الاماراتيون الى اقتناص هدف مبكر في بداية المباراة، لكن الكفة مالت الى التكافؤ في ظل تحركات القطريين المثمرة في وسط الملعب، والتي صنعت فرصاً عدة للتسجيل عبر الهجمات المرتدة السريعة، لكن من دون ان تترجم الى اهداف، لينتهي الشوط الاول بالتعادل السلبي. واذ استمرت استراتيجية الاماراتيين غير المجدية تجاه اللعب بهدوء، تلاشت افضلية سيطرتهم النسبية على الكرة، ما منح القطريين فرصة تسجيل هدفين، الاول من طريق احمد خليفة بعدما ارتقى برأسه لكرة عالية من الجهة اليسرى واودعها على يسار الحارس معتز عبدالله 65، والثاني عبر عبدالناصر العبيدلي، الذي نجح في ترجمة ركلة حرة مباشرة احتسبت ضد ياسر نظمي، الاكثر نشاطاً في المباراة، الى هدف عانق الشباك على يمين عبدالله الذي فشل في ايقاف مفعول الكرة 71. وقال حاجي مدرب قطر: "اعتقد ان لدى الامارات منتخباً جيداً يضم بعض اللاعبين المميزين من امثال عبدالسلام جمعة وعبدالرحيم جمعة وفهد مسعود لكن الفوز كان حليفنا اليوم. عالجنا مشكلات في بعض المراكز والتي واجهتنا في مباراتنا امام اوزبكستان ونجحنا في تحقيق الفوز". وبدوره، اشار خليفة الى ان المباراة كانت صعبة، "اذ توجب علينا امتصاص حماسة الاماراتيين، واعتماد تكتيك متكامل في مواجهتهم"، في حين اعلن العبيدلي ان منتخب بلاده قدم مباراة جيدة، "على رغم ان الاماراتيين كانوا الافضل في الشوط الاول". اما الصقر، مدرب الامارات، فاكتفى عقب المباراة بشكر لاعبيه على المجهود الذي بذلوه، ثم بادر الى تقديم استقالته في اليوم التالي. وسيعقد الاتحاد برئاسة الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان اجتماعاً طارئاً غداً لدراسة موضوع الاستقالة المفاجئة كما وصفها البيان الصادر عنه واتخاذ الاجراءات المناسبة. ويحتمل اسناد مهمة التدريب الى مدرب الوحدة الجديد الهولندي جو بونفرير، الذي سبق ان قاد المنتخب القطري في التصفيات السابقة. الصين على خطى ثابتة وواصلت الصين مسيرتها بثبات، وانتزعت فوزاً مستحقاً 2- صفر في مسقط امام نحو 35 الف متفرج. وكان في امكان المنتخب العماني ان يحرز ولو نقطة واحدة، علماً انه كان الطرف الافضل في الشوط الاول وحصل على ركلة جزاء اهدرها هاني الضابط مع نهايته بعدما لمسها الحارس جيانغ جين في مرحلة اولى قبل ان تصطدم بالقائم الايمن ويبعدها الدفاع. وقبل ركلة الجزاء اصيب فريد المزروعي واستبدل بنبيل عاشور ما ترك فجوة في خط الدفاع استفاد منها الصينيون جيداً. وجاء الهدف الصيني الاول اثر هجمة مرتدة سريعة عندما خدع هونغ كي المدافعين داخل المنطقة واودع كرته داخل الشباك 70، والثاني عبر ركلة جزاء نتجت من عرقلة جمال بخش ليانغ تشن، ونفذها فان زهي يي بنجاح 84. وقال مدرب الصين اليوغوسلافي بورا ميلوتينوفيتش: "انا راض عن اداء المنتخب وعن اللاعبين جميعهم الذين أدوا واجباتهم كاملة، ما عطل فاعلية المنتخب العماني الجيد، ووفر فرصة الافادة المثالية من افتقاد لاعبيه الناشئين الخبرة الكبيرة". من جهته، رأى مدرب عمان الالماني برند ستانغ ان المباراة كانت جيدة، "لكنها مواجهة غير متكافئة بين محترفين وهواة، وعموماً قدم لاعبونا المطلوب في الشوط الاول لكنهم لم يتمكنوا من مجاراة الصينيين في الثاني نظراً الى فارق الخبرة والمهارة واللياقة البدنية". تعادل وفي بانكوك، تعادلت تايلاندوايران سلباً، ما اوقف رصيد الاخيرة عند اربع نقاط من مباراتين لتحتل المركز الثاني بفارق الاهداف عن البحرين المتصدرة، في حين احتلت تايلاند المركز الاخير بنقطة واحدة. وكانت تايلاند اقرب الى الفوز، ما كرس واقع ان تعادلها مع ايران 1-1 في الدور الاول من نهائيات كأس آسيا العام الماضي في لبنان لم يكن وليد الصدفة. وتميز الاداء التايلاندي بالتمريرات الدقيقة، والتي واكبها سرعة في التحرك وخصوصاً عبر الهجمات المرتدة، ما اوجد خطورة كبيرة امام مرمى الحارس الايراني ميرزا، الذي استبسل في الدفاع عن مرماه، وعوض افتقاد زملائه المدافعين الانسجام الكامل. وقبل نهاية المباراة طرد الحكم الاماراتي علي بو جسيم مدرب تايلاند، الانكليزي بيتر ويذ، بسبب احتجاجاته المتكررة.