وسعت اجهزة الاستخبارات الاميركية نطاق تحقيقاتها في شأن المسؤولية عن هجمات نيويوركوواشنطن ورفعت عدد المطلوبين للتحقيق أمس الى 170 في غضون ذلك، اعتقلت السلطات الامنية في مناطق عدة من العالم اشخاصاً للاشتباه في علاقتهم بالتنظيمات المتطرفة. واكدت بريطانيا للمرة الاولى أمس انها تعتبر اسامة بن لادن المشتبه فيه الاول في الهجمات بناء على معلوماتها الخاصة وليس فقط المعلومات الاميركية، فيما اتسع نطاق الاعتقالات ليشمل اليابان والصين. واشنطن، لندن، تورنتو، برلين، اسلام اباد - أ ف ب، رويترز - اعلن مسؤول في مكتب التحقيقات الفيديرالي إف بي آي طلب عدم كشف هويته ان لائحة الاشخاص المطلوبين لدى الشرطة الاميركية في اطار التحقيق في الهجمات باتت تضم اكثر من 170 شخصاً. وقال هذا المسؤول ان "مكتب التحقيقات يريد استجواب هؤلاء الاشخاص لانه قد تكون في حوزتهم معلومات مفيدة للتحقيق" في الاعتداءات التي استهدفت نيويوركوواشنطن الاسبوع الماضي. واضيف سبعون اسماً على الاقل يوم الاحد الى لائحة الاشخاص المطلوبين، ووزعت اللائحة على جميع فروع الشرطة في الولاياتالمتحدة وكبرى شركات الطيران. واوضح المسؤول ان هؤلاء الاشخاص لا يعتبرون مشبوهين. واضاف: "اننا نبحث عنهم لاستجوابهم". وصرح مسؤولون في وزارة العدل الاميركية بان مكتب التحقيقات الاتحادي حاول على مدى اسبوعين قبل هجمات الطائرات المخطوفة في نيويوركوواشنطن، العثور على شخصين مشتبه فيهما قالت في وقت لاحق انهما ساعدا في خطف طائرة الركاب التي صدمت مركز التجارة العالمي. واكد المسوءلون تقارير صحافية افادت ان مكتب التحقيقات بدأ تحقيقه في نهاية آب اغسطس بعدما علم من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية وادارة الهجرة والجنسية ان الرجلين وهما خالد المحضار ونواف الغامدي قد تكون لهما صلة بجماعات متطرفة مرتبطة باسامة بن لادن. وافادت صحيفة "نيويورك تايمز" امس ان احد الاشخاص الذين استجوبتهم الشرطة الاميركية كان على اتصال بالسفارة الفرنسية في لندن قبل التوجه الى الولاياتالمتحدة. وقد تم توقيف زكريا موسوي ،الذي يقدم على انه من رعايا احدى دول شمال افريقا، في 17 آب اغسطس لخرقه قانون الهجرة عندما كان في احد مراكز التدريب على الطيران قرب مينيابوليس في مينيسوتا شمال. وبحسب الصحيفة، قد يكون موسوي حصل في ايلول سبتمبر 2000 على توصية من الهيئات القنصلية الفرنسية في لندن لتسهيل دخوله الى مدرسة طيران اخرى في اوكلاهوما حيث بدأ تعليمه. ونشرت "وول ستريت جورنال" ان السلطات الفرنسية قد تكون اتصلت بمكتب "إف بي آي" لتعلمه فقط بان موسوي موضوع على لائحة الاشخاص المراقبين في فرنسا. وموسوي 31 عاما احد الاربعة الذين نقلتهم الشرطة الاميركية الى نيويورك لاستجوابهم. وكان اثنان منهم اعتقلا الاربعاء في فور وورث في تكساس حين كانا يهمان بركوب قطار وفي حوزتهم مدى ومبلغا كبيرا من المال. وقالت معلومات صحافية انهما يدعيان ايوب علي خان ومحمد جواد عزمت. ولم تكشف هوية الشخص الرابع الذي تم ترحيله من تكساس ايضا. وواستجوبت الشرطة الاتحادية شخصا حامسا في نيويورك اثر اعتقاله الخميس في مطار كيندي ولم تكشف هويته. وفي لندن، أكد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو امس ان اسامة بن لادن هو "المشتبه به الرئيسي" في الاعتداءات. وهذه اول مرة تؤكد الحكومة البريطانية علناً ان ابن لادن هو المشتبه به الاول. وصرح سترو لهيئة الاذاعة البريطانية "بي.بي.سي": "اتضح الامر الآن، ليس نتيجة ما قيل في الولاياتالمتحدة فحسب، بل على ضوء المعلومات التي جمعتها اجهزة الاستخبارات البريطانية". وأكدت الشرطة البريطانية أنها تعمل مع "إف بي آي" في ملاحقة مشتبه فيهم ربما يكونون قدموا العون في الهجمات. واعلنت شرطة اسكوتلنديارد انها دهمت منزلاً في لندن مطلع الاسبوع لكنها لم تعتقل احداً بناء على معلومات اميركية. وقال مساعد قائد الشرطة رئيس ادارة مكافحة الارهاب في شرطة لندن الان فراي انه عرض خدمات الشرطة البريطانية على الاميركيين. وقال إن "ادارة مكافحة الارهاب تلقت بالفعل عدداً كبيراً من الاتصالات الهاتفية من الجمهور ونشكرهم لتعاونهم". وجاءت تصريحاته بعد تقارير عن وجود ثلاث خلايا على الاقل لها صلة بابن لادن داخل بريطانيا. وفي تورنتو، قال المتحدث باسم الدرك الملكي في كندا السرجنت غريغ بيترس ان شخصاً يُشتبه في تورطه في الاعتداءات اوقف في كندا بموجب قوانين الهجرة، وسلم الى "اف بي آي". وقال ان الرجل اوقف في مطار بيرسون في تورنتو ومعه وثائق "مثيرة للاهتمام". واعلنت سلطات جزر كايمان في الكاريبي انها اوقفت الثلثاء الماضي ثلاثة افغان مزعومين قد يملكون معلومات في شأن الاعتداءات التي وقعت في الولاياتالمتحدة. واوضح بيان اصدرته حكومة هذه الجزر البريطانية ان الاشخاص الثلاثة "وضعوا قيد الاحتجاز الاداري منذ 11 ايلول ولا يزالون معتقلين في سجن نورث وارد". واضاف البيان ان اذاعة محلية تلقت رسالة تحمل تاريخ 29 آب اغسطس تشير الى ان الاشخاص الثلاثة "كانوا بصدد تنظيم اعتداء كبير في الولاياتالمتحدة مستخدمين واحدة او اكثر من شركات الطيران". وقالت وسائل اعلام يابانية امس ان اتباع ابن لادن ربما يكونون دخلوا اليابان في وقت سابق من الشهر الجاري. وبثت وكالة "كيودو" للانباء وتقارير اعلامية اخرى ان وكالة استخبارات اجنبية اخطرت طوكيو بأن 12 اجنبياً يعتقد بأنهم من اتباع ابن لادن ربما دخلوا اليابان قبل الهجمات. واعلن مصدر حكومي في اقليم ماكاو الصيني أن الشرطة اعتقلت خمسة باكستانيين بعد العثور على وثائق تحتوي على ما يبدو على "تعليمات بمهاجمة اهداف اميركية في ماكاو وفي هونغ كونغ في حال شن هجوم اميركي على افغانستان". واضاف ان هذه الاعتقالات تمت بعد معلومات من القنصلية الاميركية في هونغ كونغ.