اتخذت طهران سلسلة من الاجراءات الاحترازية، تحسباً لتداعيات الحملة العسكرية الأميركية المرتقبة ضد افغانستان، واعلنت انها لن تسمح بتعرض الأراضي الايرانية لأي اعتداء. وكانت اغلقت حدودها الطويلة مع افغانستان 900 كيلومتر لقضايا تتعلق باللاجئين والأمن القومي الايراني. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة غير رسمية ان الجيش الايراني وضع في حال استنفار، لم تشمل قوات "الحرس الثوري" و"المتطوعين" البسيج، ما يعني ان ايران تحضر نفسها لمواجهة كل الاحتمالات من دون ان تشعر بأنها مهددة. وأفادت اوساط ايرانية مطلعة ان سفراء دول الاتحاد الأوروبي في طهران عقدوا الخميس الماضي اجتماعاً لدرس المستجدات بعد الهجمات الانتحارية في نيويورك وواشنطن، وخرجوا بخلاصة مفادها ان "ليس من الضروري لايران ان تتخذ أي اجراء استثنائي، ولم يطرأ أي شيء قد يهدد استقرارها الأمني، إثر ما حدث في الولاياتالمتحدة". وقال نائب وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية محمد صدر: "في حال شنت الولاياتالمتحدة حملة عسكرية ضد افغانستان، ليس هناك ما يدعو للقول ان ايران ستصاب بأضرار، لأن موقفها واضح تماماً، وهي تدين الارهاب، ويدرك العالم انها لا تؤيد مثل هذه الأعمال". وفي لهجة تحذير من التفكير في التعرض لبلاده، قال محمد صدر: "ان المسؤولين الأميركيين ليسوا بعيدين عن المنطق الى الحد الذي يقدمون فيه على الاستغلال السيء لما حدث، ويقومون فيه بعمل يخالف العقل والقوانين الدولية". وكان التحذير أكثر وضوحاً على لسان نائب محافظ خراسان حسين مزارع، الذي أعلن ان بلاده لن تتحمل تعرضها لأي خسائر وأضاف: "مهما حدث، فاننا مصممون على الدفاع عن أراضينا، ولن نسمح بأي انتهاك على حدود ايران". وفي سياق تداعيات الأزمة اعلنت اذربيجان تأجيل زيارة رئيسها حيدر علييف لطهران، والتي كانت مقررة اليوم. وهذه هي المرة الرابعة التي تؤجل فيها زيارة علييف، في ظل الخلاف بين البلدين حول بحر قزوين وثرواته. وتحسباً لتداعيات أخرى محتملة، اعلنت ايران ليل السبت اغلاق حدودها مع افغانستان في شكل كامل، وطلبت وزارة الداخلية من قوات الشرطة والجيش في المنطقة الممتدة مسافة 900 كيلومتر، فرض السيطرة الكاملة على الحدود، لتفادي تدفق أفواج من النازحين الأفغان. ولجأ الى ايران خلال عهود الأزمات الأفغانية المتكررة حوالى مليوني لاجئ، أعيد منهم خلال السنوات الأخيرة حوالى خمسمئة ألف الى بلادهم. وينتشر الباقون في مدينة مشهد وسيستان وبلوجستان، ومعظمهم يعيش في مخيمات، في ظروف فقر وبطالة وسوء تغذية. وسمحت السلطات الايرانية لاعداد منهم بالعمل في مشاريع البنية التحتية. واعتبر النائب عن مدينة مشهد علي ظفر زاده، ان أي حملة اميركية "ستدفع أعداداً هائلة من اللاجئين الى ايران التي تعاني ايضاً ظاهرة تهريب المواد المخدرة اليها من افغانستان". وستعمل السلطات الايرانية لتقديم مساعدات انسانية للاجئين، ولكن داخل الأراضي الأفغانية عند الحدود مع ايران.