باستثناء شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي تجاهل أئمة المساجد المصرية الإشارة بشكل مباشر في خطب الجمعة امس الى التفجيرات التي ضربت نيويورك وواشنطن. وكانت معالجة التلفزيون الرسمي متوازنة اذ بثت الصلاة على الهواء من "مسجد النور" وتناولت الخطبة "سمو الاسلام وعظمة مبادئه وسماحته". أما التعليق على الاحداث في اميركا فجاء بطريقة عابرة حين قال الامام "إن المسلمين لا يشمتون بمن نزلت بهم المصائب والكوارث بل يترفعون عن هذا الامر ويسألون للجميع الصحة والعافية". اما طنطاوي فكان اكثر وضوحاً لكنه بدأ بالحديث عن الاوضاع في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، وقال: "من يقتل شخصاً دون ضرورة بعيداً عن الحرب فلن يدخل الجنة والمجاهدون في فلسطين الذين يفجرون انفسهم ضد اولئك المغتصبين للارض الذين يسفكون دماء المسلمين شهداء شهداء شهداء". وعرج طنطاوي على احداث اميركا فقال: "إن من يفجر نفسه بين الاطفال والابرياء نقول له لا.. لا.. لا.." وتابع: "ليس من الشجاعه أن يذهب شخص ليقتل الأبرياء من الناس". ولم يستجب اي مسجد مصري للدعوة الاميركية للصلاة من اجل أرواح الضحايا، وبدا الناس في حيرة. فهم من جهة ضد الارهاب ولا يسمح دينهم وتقاليدهم باستهداف المدنيين اياً كانوا، وهم في الوقت نفسه لا يمكن ان يتجاهلوا الصراع العربي - الاسرائيلي والدور الاميركي فيه. وقال احد المصلين ل"الحياة": "ما حدث لأميركا أمر مروع لكن ما حدث للعرب على ايدي الاسرائيليين لا يمكن ان ينسى الدور الاميركي فيه". وعلق آخر على غياب اي مظاهر شعبية لإعلان التضامن مع الاميركيين متسائلاً "إذا كانت السلطات تمنع المواطنين من التظاهر للتعبير عن غضبهم من السياسات الاميركية فهل يقوم المواطنون بالتظاهر لتأييد الأميركيين؟". توجه صباح أمس العشرات من اليمنيين من شخصيات سياسية وحكومية وصحافيين ومثقفين الى السفارة الأميركية في صنعاء لتقديم العزاء والمواساة الى الشعب الأميركي وأسر الضحايا المدنيين الذين سقطوا في الهجمات الارهابية. وكان في استقبال المعزين براد هنسن القائم بأعمال السفارة الأميركية وستيف ووكر المسؤول السياسي في السفارة. وأكد المعزون بأن اليمنيين يشعرون بالحزن من هول الحادث وما أسفر عنه من ضحايا هذه المأساة وأن جميع اليمنيين يدينون الارهاب بكل أشكاله. لحود وفي لبنان توقف العمل في الجامعة الاميركية في بيروت ومرافقها لمدة ثلاث دقائق حداداً على ارواح ضحايا الانفجارات، فيما تقاطر المزيد من المعزين اللبنانيين الى مبنى السفارة الاميركية في عوكر، الذي احيط بإجراءات امنية مشددة، وأوقف عناصر من القوة الامنية اللبنانية فريق تصوير تابعاً للتلفزيون الهولندي لبعض الوقت بينما كان يمرّ بآلات التصوير قرب مقر السفارة، وجرى استجواب اعضائه في مكان التوقيف وتفقد آلاتهم قبل اخلائهم. وبين المعزّين في السفارة السيدة ستريدا سمير جعجع التي دوّنت كلمة باسمها واسم زوجها "القابع في عمق زنزانة الظلم لاستنكار الرعب الذي ضرب بلادكم وشعبكم". وطمأن رئيس الجمهورية اميل لحود الى ان "لا خوف على لبنان من التطورات التي حصلت في الولاياتالمتحدة لأن العالم اجمع بات يعرف ان الأمن في لبنان مستتب وأن القوانين تنفذ بعدالة وحزم". وشدد امام زواره على "ان الساحة اللبنانية محصّنة بوحدة موقف اللبنانيين لأن في هذه الوحدة قوة". وكان لحود التقى السفير الاميركي الجديد لدى لبنان فنسنت باتل بعد 48 ساعة على تقديم اوراق اعتماده. وقال باتل بعد اللقاء: "أريد ان اعرب بصراحة عن امتناني العميق لتضامن اللبنانيين الواضح الذي ظهر من خلال مشاعر الأسى وعبارات التعزية الحارة والتعاطف التي أبداها الرئيس لحود وجميع القادة اللبنانيين والشعب اللبناني بكل فئاته". وتوالت ردود الفعل المستنكرة للتفجيرات من النائب ألبير مخيبر الذي دعا الدولة اللبنانية الى تنكيس علمها حداداً، ومن حزب الوطنيين الاحرار الذي دعا الاميركيين الى "وضع حد لمعاناة الارهاب الذي عانى لبنان منه ايضاً". ودعا التيار الوطني الحر برئاسة العماد ميشال عون الى اضاءة الشموع ليلاً حداداً، فيما قرر البطريرك الماروني نصرالله صفير ترؤس قداس لراحة نفس الضحايا غداً الأحد. وفي باريس، توقف موظفو معهد العالم العربي عن العمل لمدة ثلاث دقائق أمس، حداداً على ضحايا الأعمال الارهابية.