نيويورك ، واشنطن، لندن - أ ف ب، رويترز - أعلن رئيس بلدية نيويورك رودولف جولياني أمس أن السلطات "لديها تقارير عن فقد 4763 شخصاً من ضحايا انهيار برجي مركز التجارة العالمي. وتأكد مقتل 94 شخصاً. كما لدينا نحو 65 عضواً بشرياً من اشلاء قتلى". وزاد: "هؤلاء هم الاشخاص الذين حصلنا على اسمائهم" من عائلاتهم او شركات الطيران. وقال ان عدد المفقودين قد يكون مؤشراً على عدد القتلى لأنه سيكون متعذراً انتشال الكثير من الجثث. وقدر جولياني عدد الجرحى الذين نقلوا بعد الكارثة الى مستشفيات نيويورك بنحو ألفي شخص. وتابع "لدينا على الأرجح 30 ألفاً من اكياس وضع الموتى"، مشدداً على ان هذا الرقم ضخم وان "علينا ان لا نستخلص أي شيء" من ذلك. وأوضح انه اضافة الى الجثث "سنعثر على اشلاء". وفي لندن، أعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو امس انه تأكد مقتل أكثر من ماة بريطاني في الهجمات الكن العدد النهائي للقتلى قد يصل الى بضع مئات. وفي الوقت الذي بدا فيه سكان نيويورك يحاولون التعايش مع ما جرى في مدينتهم، استيقظت الأمة الاميركية على حقيقة مؤلمة هي ان آلافاً من رجالها ونسائها هلكوا في الهجمات التي وقعت على عدة مبان في الولاياتالمتحدة. وأثنى المواطنون في نيويورك على رجال الانقاذ وخدمات الطوارئ، كما اقيمت في شتى انحاء البلاد صلوات المساء على أرواح الضحايا. وتجمع عشرات الاشخاص عند البيت الأبيض مساء الاربعاء للصلاة على أرواح الضحايا. وحمل المحتشدون الذين بلغ عددهم بضع مئات شموعاً موقدة وانشدوا ترانيم ورددوا صلوات في اعقاب الهجمات. في الوقت ذاته اقيمت صلاة اخرى في ضوء الشموع في ساحة يونيون سكوير في نيويورك حيث احتشد المواطنون للتوقيع على بطاقات حملت عبارات تعبر عن أفكارهم وآمالهم وصلواتهم. ونكست الاعلام على المباني الاتحادية في انحاء الولاياتالمتحدة ودعت محطات الاذاعة المحلية في العاصمة المواطنين الى رفع العلم الاميركي على منازلهم ومقار اعمالهم. وهلل المحتشدون أمام مبنى البنتاغون عندما نشر علم اميركي ضخم ووضع على سطح المبنى. وعند البيت الأبيض لوح الزائرون بأعلام اميركية صغيرة اهديت اليهم اثناء زيارتهم للمبنى. وخيم الحزن على كاتدرائية سانت باتريك في الشارع الخامس في مانهاتن وحضر الناس الى الكاتدرائية للصلاة على أرواح الضحايا. وواصل رجال انقاذ يستخدمون الكلاب المدربة ومعدات ثقيلة رفع انقاض مركز التجارة العالمي امس في محاولات للعثور على احياء، فيما يخشى ان يتحول المبنى إلى مقبرة جماعية لعدة آلاف. وبينما تنتظر أسر قلقة الحصول على معلومات في شأن مصير اقارب مفقودين ادت الجهود الخارقة التي يشارك فيه مئات من عمال الطوارئ إلى العثور على ثلاثة ناجين فقط الاربعاء. وقال لورانس كليري من ادارة الاطفاء في مكان الحادث: "إنهم يرسلون الكلاب. وحيث تشير الكلاب يبدأ الحفر.. لكن بمرور الوقت، فإن الأمور لا تبدو جيدة للعثور على ناجين". واضاءت الشعلات الانقاض بينما استمرت اعمال البحث خلال الليل. وقال عامل الانقاذ جيسيب سيرجي "انها تحترق من الداخل. إنها مثل جحيم دانتي". وامتلأت الطرق الجانبية والشوارع المحيطة بمنطقة الكارثة بالسيارات التالفة ومعدات الانقاذ وطبقات من التراب والرماد والدماء والانقاض والمتعلقات الشخصية. وقالت وكالة ادارة الطوارئ الاتحادية انه يتعين ازالة 450 ألف طن من الانقاض من البرجين و15 الف طن من انقاض مبنى ثالث انهار. وفي مشهد محزن يتكرر مرات ومرات تهرع أسر الضحايا من مستشفى الى مستشفى بحثاً عن أقارب مفقودين. وقالت متحدثة باسم مكتب الطبيب المسؤول عن المدينة إن عملية احضار الجثث والتعرف عليها ما زالت صعبة مع تجول الأسر في انحاء المدينة لزيارة المستشفيات على امل العثور على اقاربها. وبين القتلى مئات من رجال الاطفاء وضباط الشرطة الذين هرعوا الى مكان الحادث للمساعدة. وقتل معظمهم عندما انهار البرجان. وخيم هدوء مشوب بالحذر على مدينة نيويورك في نهار اليوم التالي بعد الهجوم، وأدت الرياح الى انتشار رائحة المباني المحترقة لمسافة خمسة اميال شمال المنطقة المنكوبة واحاطت بحديقة سنترال بارك رائحة لاذعة مما اثار مخاوف من ان الابخرة ربما كانت سامة. وقال جولياني ان مسؤولي وزارة الصحة يفحصون معدلات التلوث في الجو. واعيد فتح بعض الجسور والانفاق المؤدية الى مانهاتن، ومن المقرر ان تفتح الشركات والأسواق المالية التي اجبرت على اغلاق أبوابها في موعد لا يتجاوز يوم الاثنين المقبل. وبدأت مدارس نيويورك العامة والخاصة تفتح أبوابها أمس باستثناء تلك الواقعة في المنطقة المحظور دخولها جنوب الشارع 14 حيث تقوم فرق الانقاذ بالبحث بين انقاض البرجين. وأفادت اجهزة البلدية ان خطوط النقل العام بالقطارات والمترو التي تؤمن نقل سكان نيوجرزي القريبة واحياء كوينز وبرونكس وبروكلين الى جزيرة مانهاتن تعمل بشكل شبه طبيعي. إلا أن حركة السيارات تواجه صعوبات بسبب استمرار اغلاق الجسور والانفاق التي تربط جنوب الجزيرة المحظور دخوله ببروكلن ونيوجرزي. والى ذلك حصلت عرقلة سير عند العديد من مداخل المدينة بسبب اقامة الشرطة حواجز للتدقيق بهويات الركاب. وقال مسؤول إن مكتب التحقيقات الفيديرالي اعتقل رجلاً أمس أدى تهديده عبر مكالمة هاتفية الى اخلاء جزء من المبنى. وأكد بوش لدى زيارته مبنى وزارة الدفاع في وقت متقدم من ليل الاربعاء ان "الارهابيين لن يخيفوا الولاياتالمتحدة". وقال بوش، الذي اطلع على الاضرار الفادحة التي لحقت بالوزارة: "ان مجيئي الى هنا يملأني حزناً وغضباً في الوقت ذاته".