نشرت "الحياة" في 11- 8 - 2001 رسالة لأحد القراء حول مقالنا المنشور في 14 تموز يوليو. "اللحظات الأخيرة في حياة الملك فيصل الثاني ونوري السعيد". واستوقفني اسلوب القارئ. 1 يقال، ليقاة وأدباً متعارفاً عليهما عند الكتاب أو محققي التاريخ، أن "ناقل الكفر ليس بكافر". فإذا كان القارئ حريصاً على ما "يقول التاريخ"، باعتباره مالك الحقيقة وحده، فكان الأولى به أن يناقش موضوع الرواية، ويتقوّل ما يعجبه نقلاً عن أقوال تاريخه، لا أن يرمي الناس بالحجارة ويطعن في صدق "الحياة" ونحمد الله على أن القارئ الموقر ليس مسؤولاً حكومياً في جمهورية 14 تموز، وإلا لكان إغلاق "الحياة" أول ما يأمر به. ولا أملك إلا أن أردد مع مظفر النواب: "هذا الوطن الممتد من النهر الى النهر... سجانُ يمسك سجانْ، فيا ربُّ لماذا الأخطاءُ". 2 لا أريد الدخول في تحليلات من اختصاص غيري. لكني أعترف أني، لسنوات طوال، فضلت عدم نشر رواية الرجل لعلمي ما ستسببه تلك الرواية مع صدمة أو عدم تصديق للأقوال التي كان يرددها نوري السعيد في ساعاته العصيبة تلك، خصوصاً بعد الاحباطات التي أصابت جيل 14 تموز 1958، سواء ما يتعلق بمفاهيم وطنية أو قومية أو أممية. أما مسألة الاتهامات الشخصية بالكذب، أو الأساليب الأخرى، فإني أربأ بنفسي الرد عليها. ولا أريد الطعن في أقوال السيد طالب العلوم الرياضية حول اتصاله كذا بعائلة الاستربادي! فإذا عُرف السبب بطل العجب. السويد - عدنان عيسى