استعاد مهاجم الهلال السعودي عبدالله الجمعان بريقه مجدداً واستأنف هز شباك الخصوم مع بداية الموسم الرياضي الجديد، واستطاع أن يحتل مركزاً مرموقاً ضمن قائمة هدافي مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد اثر تسجيله ثلاثية في مباراة "الزعيم" والاتفاق، مؤكداً انه تجاوز ذيول الاصابة التي تعرّض لها أخيراً. ويعتبر الجمعان 24 عاماً من أبرز المهاجمين السعوديين نظراً لموهبته وبنيته الجسدية ومهارته في التسديد من مسافات بعيدة، ما يميزه عن باقي زملائه المهاجمين. وينحدر الجمعان من عائلة رياضية، فوالده حميد كان لاعباً في صفوف الهلال في السبعينات، وشغل مركز الجناح الأيسر، أي المركز ذاته الذي يلعب فيه الابن ومن شابه أباه فما ظلم، ولم تمنع مزاولته لكرة القدم مشاركته في ألعاب القوى حيث شارك في دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972، وحقق نتيجة جيدة في سباق ال100م، وكان وقتذاك بطلاً للسعودية، ودرب الجمعان الأب فرق الهلال والشباب للناشئين والشباب في وقت لاحق. في المقابل، تأمل الجماهير الهلالية بأن يحذو فيصل الشقيق الأصغر للجمعان حذو والده وأخيه، فهو يلعب في المركز ذاته في شباب الهلال، وانضم الى صفوف "الأخضر" للناشئين الذي يعسكر حالياً في المنطقة الشرقية، استعداداً لخوض البطولة الخليجية في نسختها الأولى. المدفعجي وحصد عبدالله الجمعان عدداً من الألقاب خلال مشواره الرياضي، كان آخرها خطفه لقب هداف بطولة الأمير فيصل بن فهد ال11 للأندية أبطال الكؤوس التي أجريت الموسم الماضي في الرياض، وأحرز الهدف الذهبي لفريقه في المباراة النهائية امام الجار اللدود النصر من ركلة جزاء "بنالتي". وتدرب الجمعان على أيدي عدد من المدربين العالميين امثال اليوغوسلافي يوزيتش والبرازيلي أوسكار والروماني ايلي بالاتشي ومواطنه انجل يوردنسكو، ولعب في صفوف المنتخب السعودي بفئاته الأربع الناشئين والشباب والأولمبي والأول. وبات "المدفعجي" من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها الهلال، وسبق ان استدعاه المدرب البرتغالي فينغادا لتمثيل المنتخب السعودي وتحديداً في كأس آسيا الحادية عشرة في الامارات عام 1996، ويومها كان الجمعان من الأوراق الرابحة التي استعان بها فينغادا، ولا ينسى مشاركته أمام المنتخب الايراني وكاد يومها ان يحسم المباراة في وقتها الأصلي لكن العارضة حالت دون مبتغاه، وهو يقول: "اللحظات الجميلة في عمر اللاعب تظل راسخة، ولا أزال أذكر تلك المباراة، كنت قريباً من معانقة التاريخ وكنت على بعد خطوات قليلة من نيل المجد عندما أشركني فينغادا في الدقائق الأخيرة من المباراة، وكنت سأجلب الفوز للسعودية لكن العارضة حالت دون ذلك". ويعاب على الجمعان عدم التركيز في التسديد على المرمى الى جانب عصبيته. بيد أنه أكد على معالجته هذه الأمور في المستقبل القريب. وعن عودته الى صفوف المنتخب السعودي، قال: "كل لاعب يتمنى ارتداء القميص الأخضر، بالطبع أتمنى ان اشارك مع زملائي اللاعبين". وأعلن عن جهوزيته "أنا رهن اشارة المدرب ناصر الجوهر وعلى أتم الاستعداد لتمثيل منتخب بلادي". وتمنى الجمعان بأن يوفق "الأخضر" في مشواره في التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2002 "لدي ثقة كبيرة في زملائي اللاعبين بأن يخطفوا بطاقة التأهل للمرة الثالثة على التوالي". النقاط على الحروف ووضع الجمعان النقاط على الحروف في ما يخص فريقه وتحدث عن الأداء الجماعي المتواضع الذي ظهر عليه اللاعبون منذ انطلاقة مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، وقال: "من الطبيعي ان يظهر الفريق بهذا الأداء لأننا لا نزال في بداية الموسم الجديد ولم نلعب سوى مباراتين امام الشعلة والاتفاق وفزنا فيهما وهذا هو الأهم بالنسبة الينا، أقصد حصد النقاط والتأهل الى الدور نصف النهائي، وحتى الآن استطعنا ان نقطع نصف المشوار". وأكد المهاجم الهلالي على أن المستوى الحقيقي لفريقه سيعود في المباراة المقبلة امام الشعلة "سنبذل قصارى جهدنا لترتسم البسمة على شفاه الجماهير الهلالية، وتحقيق أولى الألقاب المحلية ونحن مؤهلون لذلك". وأشاد صاحب "القدم الفولاذية" بامكانات المدرب البرتغالي آرثر جورج مشيراً الى انه يملك عقلية كروية وصاحب سجل حافل بالانجازات "ولست بصدد أن أقوّمه هنا لأنه مدرب متميز وشاهدناه الموسم الماضي عندما تولى تدريب النصر، ونحن نستفيد منه كثيراً". ووسط المغريات المادية من الأندية الأخرى، أوضح الجمعان انه لا يرى نفسه مرتدياً شعاراً غير شعار الهلال مشيراً الى أنه الفريق الأفضل في السعودية، وقد تدرج فيه منذ أن كان برعماً "لا أنسى أفضاله علي ما حييت، وسأقدم جُلّ ما أملك ليبقى في القمة".