} تراجعت أسعار النفط أمس من المستويات القياسية التي سجلتها أول من أمس عقب الهجمات على الولاياتالمتحدة بعد ان أكدت منظمة الدول المصدرة للنفط انها ستضمن وصول امدادات كافية من النفط الى الاسواق العالمية. وحذر رئيس قسم الانتاج والتنقيب في مجموعة "توتال فينا إلف" كريستوف دومارجوري من ان تؤدي ردة الفعل الاميركية المحتملة الى ارتفاعها. شهدت أسعار النفط تقلبات حادة أمس، بعد تراجعها من المستوى القياسي الذي سجلته يوم الثلثاء عقب الهجمات على الولاياتالمتحدة عندما ارتفع خام القياس البريطاني "برنت" الى 31.05 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى يسجله منذ تسعة أشهر. وتقلب خام "برنت" للعقود الآجلة تسليم تشرين الاول اكتوبر في بورصة النفط الدولية في لندن أمس ضمن هامش 28.05 و29.5 دولار للبرميل وسجل بعد الظهر 28.15 دولار للبرميل، بتراجع مقداره 91 سنتاً على سعر الاقفال السابق. وكانت سوق نيويورك مغلقة أمس. واكدت مصادر نفطية سعودية وخليجية ان دولهم ملتزمة استقرار وثبات امدادات النفط "وهي ملتزمة بالدرجة نفسها باستقرار الاسعار وعدم السماح لاي عوامل نفسية او عوامل مضاربة بالتشويش على الاسواق". وقالت المصادر السعودية ل"الحياة" ان منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ستعمل على مراقبة دقيقة للامدادات والاسواق وستتخذ اجراءات فورية اذا اقتضت الحاجة". وأوضحت ان السعودية ملتزمة دوماً بسياستها الثابتة التي تؤكد المحافظة على استقرار السوق والامدادات "تحت اي ظرف"، لافتة الى وجود طاقات انتاج احتياطية جاهزة. وتوقعت المصادر ان تعود الاسعار "لمعدلاتها الطبيعية خلال يومين امس الاربعاء واليوم الخميس مؤكدة ان ارتفاع الاسعار الذي حدث مساء الثلثاء امر طبيعي "اعتمد على عوامل نفسية". ولم تصدر وزارة النفط السعودية حتى بعد ظهر امس اي بيان رسمي، لكن مصادر صناعة النفط قالت ان صادرات النفط من السعودية كانت تتدفق بصورة طبيعية أمس، فيما قالت مصادر في المنطقة الشرقية من السعودية ان شركة "ارامكو" السعودية بدت اكثر استعداداً لمواجهة اي ظروف او احتمالات على الصعيد الدولي. وأكد وزير النفط الاماراتي عبيد بن سيف الناصري ان ارتفاع اسعار النفط والمواد الأولية والسلع الأخرى وأسواق الاسهم "إثر الاحداث المؤسفة" التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة "موقت وسيزول سريعاً". وقال الوزير الاماراتي الذي كان يتحدث امس في "مركز زايد للتنسيق والمتابعة" ان الدول المنتجة للنفط في "أوبك" وخارجها "ستعمل على توفير كميات مناسبة من النفط الى الاسواق العالمية في حال حدوث شح نفطي". واشار الى ان امدادات النفط من الامارات والخليج "تسير بشكل طبيعي ولن تؤثر الأحداث الأخيرة في تدفق الامدادات النفطية من المنطقة". وقال الناصري ان "أوبك" ستدرس في اجتماعها المقبل 26 الشهر الجاري في فيينا مستويات الاسعار والمخزونات العالمية من النفط ومستويات العرض والطلب العالمي قبل اتخاذ قرارها في شأن تحديد مستوى الانتاج للربع الأخير من السنة الجارية. ولفت في هذا الصدد الى ان الاقتصاد العالمي يعاني ركوداً كبيراً خصوصاً في الولاياتالمتحدة واليابان ما قد يتبعه حدوث نقص في نمو الطلب العالمي على النفط. من جهته، اكد الأمين العام ل"أوبك" علي رودريغيز التزام المنظمة الحفاظ على استقرار السوق النفطية. وقال في مقابلة اجرتها معه قناة "سي.ان.ان" التلفزيونية الاميركية ان اسعار النفط والأوضاع المستقبلية للسوق مرتبطة فقط بالمضاربات وليس بنقص الامدادات. وحول الاجراءات التي تنوي "أوبك" اتخاذها اذا استمر ارتفاع الاسعار، قال: "ينبغي ان نقيم الوضع على صعيد السوق وان نرى مدى المضاربة في الاسعار، حتى عندما تكون السوق النفطية متوازنة". واشار الى ان "السوق حالياً متوازنة وان العرض كاف لضمان الطلب". وأبلغ مصدر رفيع في المنظمة "الحياة" ان "أوبك" تراقب بدقة ما يجري في السوق النفطية، عازياً ارتفاع الاسعار الى "الصدمة والذعر"، وملاحظاً ان "الاسعار بدأت تستعيد مستواها الذي سبق الكارثة" في الولاياتالمتحدة. وقال رئيس قسم الانتاج والتنقيب في مجموعة "توتال فينا الف" كريستوف دومارجوري ل"الحياة" ان السوق النفطية عادت الى المستوى الذي كانت عليه قبل التفجيرات في الولاياتالمتحدة. وكانت الاسعار ارتفعت أول من امس الى 31 دولاراً للبرميل بعد التفجيرات، بعدما كانت بحدود 28 دولاراً. ورأى دومارجوري ان لا داعي للخوف على اسعار النفط الخام "ما لم تقدم الولاياتالمتحدة على رد فعل من شأنه ان يؤدي الى توتر في منطقة الخليج". وقال ان مستوى المخزون النفطي العالمي منخفض وهو ما أدى الى ارتفاع الاسعار قبل التفجيرات الى ما يراوح بين 27 و28 دولاراً. ورأى ان عوامل السوق حالياً لا تدفع في اتجاه "ارتفاع الاسعار لأن هناك انخفاضاً في نمو الطلب العالمي، اضافة الى ارتفاع الانتاج النفطي العراقي الذي وصل في الاسبوع الماضي الى اكثر من ثلاثة ملايين برميل في اليوم. وتابع ان عوامل السوق لا تدعو الى توقع ارتفاع في الاسعار، لكن الأزمة الناجمة عن التفجيرات ورد الفعل الاميركي المحتمل في منطقة معينة "قد تؤدي الى ارتفاع في الاسعار يكون مرتبطاً بالأحداث وليس بعوامل السوق". وقال وزير المال الالماني هانز ايخل أمس ان بيان "أوبك" الذي اعربت فيه عن استعدادها للحفاظ على استقرار اسعار النفط يعطي املاً في الا يتضرر الاقتصاد العالمي بشدة من جراء الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة. وأضاف الوزير في بيان ان تصريحات "أوبك" ورد فعل اسعار النفط "يبعث الامل في الا يتعرض الاقتصاد العالمي لصدمة هائلة". الطلب الاميركي وقال "دويتشه بنك" في تقرير أمس عن أثر الهجمات على نيويورك وواشنطن على صناعة الطاقة ان ايقاف الرحلات الجوية التجارية في الولاياتالمتحدة سيخفض الطلب الاميركي على النفط بمقدار 1.8 مليون برميل في اليوم. وقال التقرير ان الاثر الفوري للهجمات يتمثل في وقف الرحلات الجوية التجارية ما "يقلص الطلب بنحو 1.8 مليون برميل في اليوم اي نحو عشرة في المئة من اجمالي الطلب الاميركي... لكننا لا نتوقع ان يستمر هذا الوضع اكثر من بضعة ايام". وأضاف: "على المدى الاطول تتوقف المخاوف في شأن الطلب على تفاقم التباطؤ الاقتصادي العالمي الحالي نتيجة لتراجع ثقة المستهلكين". وتابع ان كل انخفاض بنسبة واحد في المئة في اجمالي الناتج المحلي العالمي المتوقع سيعني تراجع نمو الطلب العالمي بمقدار 400 الف برميل في اليوم. الى ذلك قالت وكالة الطاقة الدولية أمس ان متوسط انتاج عشرة اعضاء في "أوبك" من النفط الخام بلغ 24.79 مليون برميل يومياً في شهر آب اغسطس بارتفاع مقداره 590 الف برميل يومياً عن سقف الانتاج الرسمي. وأضافت الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً لها ان انتاج اعضاء "أوبك" العشرة الذين يخضعون لنظام حصص الانتاج انخفض في آب 140 الف برميل يومياً عن الشهر السابق. وارتفع اجمالي انتاج اعضاء المنظمة بمن فيهم العراق 520 الف برميل يومياً ليصل الى 27.59 مليون برميل يومياً. وقررت "أوبك" خفض امداداتها للاسواق بواقع مليون برميل يومياً اعتباراً من الاول من الشهر الجاري في محاولة لتحقيق الوصول الى السعر المستهدف لسلة خامات المنظمة وهو 25 دولاراً للبرميل.