الرياض - أ ف ب - مع نهاية كل موسم كروي، تبدأ الاندية السعودية والتي تخوض غمار الدوري الممتاز بصورة خاصة رحلة البحث عن لاعبين اجانب خلفاً لآخرين في صفوفها، بعضهم قدم مستويات جيدة ومنهم من لم يوفق. وغالباً ما تصطدم عمليات البحث عن لاعبين من الطراز الرفيع سواء من طريق وسطاء معتمدين من الاتحاد الدولي للعبة الفيفا او عبر الاتصالات المباشرة باللاعبين وأنديتهم الخارجية، بعقبات وتؤدي الى فشل الصفقة بسبب المغالاة في الاسعار. وبدأت الاندية الاجنبية تطلب مبالغ مرتفعة للتخلي عن لاعبيها، خصوصاً من يتمتع منهم بامكانات فنية وبدنية عالية. وإزاء هذا الواقع الجديد، اتجهت الاندية السعودية الى التعاقد مع اللاعبين الذين سبق لهم الاحتراف في اندية محلية اخرى وقدموا مستويات جيدة خلال وجودهم فيها. وشهدت السنوات الماضية حركة نشطة لانتقالات لاعبين اجانب مهمين من نادٍ سعودي الى آخر، بعدما تألقوا في عروضهم وكسبوا ثقة المتابعين. ومن ابرز اللاعبين الاجانب الذين فرضوا انفسهم في الملاعب السعودية، النجم المغربي احمد البهجا الذي حطّ رحاله في البداية في نادي الهلال عام 1995، وقدّم معه مستوى رائعاً اسهم خلاله في وصوله الى نهائي دوري كأس خادم الحرمين الشريفين قبل ان يخسره امام غريمه التقليدي النصر 1-3، لكنه حقق معه كأس ولي العهد في العام ذاته. وعلى رغم ذلك، رغب الهلاليون في البحث عن افضل من البهجا عندما تعاقدوا مع الكولومبي ريكون فالنسيا، وتخلوا عن المهاجم المغربي الذي ابدى اتحاد جدة اعجابه به فتعاقد معه لمدة موسمين. وكان حضور البهجا مع الاتحاد لافتاً، لأنه ترك بصمة واضحة له، إذ اسهم في حصوله على خمسة القاب محلية وخارجية، كما انه توج هدافاً للدوري عام 1997 برصيد 25 هدفاً. وفي صفقة اخرى، تعاقد الاهلي مع البرازيلي ريكاردو سيرجيو عام 1998 وقدم معه مستوى ابهر المتابعين نظراً الى سرعته الفائقة ومهارته العالية واهدافه الرائعة، غير ان الاهلاويين لم يقتنعوا بسلوكه ففكوا ارتباطهم به في نهاية الموسم قبل ان يندموا على تفريطهم به لاحقاً، لأن بديله الكولومبي ريكاردو بيريز الكاتو لم يقدم المستوى المطلوب معهم. في المقابل، ضرب الهلال ضربته باعادة سيرجيو الى الملاعب السعودية بعد عام امضاه ما بين تركيا وقطر، ونجح في قيادة الفريق الى احراز لقب بطل مسابقة كأس ابطال الاندية الاسيوية عام 2000، بتسجيله هدفين من الثلاثة التي فاز فيها على جوبيلو ايواتا الياباني. ولم يستفد الهلاليون بعدها من الدرس السابق عندما فرطوا بالبهجا فقررا ترك سيرجيو ايضاً كما فعل الاهلي، ليظفر اتحاد جدة مجدداً به في الموسم الماضي، وأسهم معه في تحقيق ثلاثة القاب هي الدوري المحلي وكأس ولي العهد والكأس السوبر السعودية المصرية لبطلي الكأس، بعدما شكل ثنائياً خطيراً مع المهاجم الدولي الحسن اليامي. ومن البارزين ايضاً، المغربي صلاح الدين بصير الذي احرز مع الهلال لقب بطل مسابقة كأس الكؤوس الآسيوية عام 1997 اثر فوزه على ناغويا غرامبوس الياباني 3-1. وعاد بصير بعدها الى الرجاء البيضاوي، ومن ثم انتقل الى سبورتينغ خيخون الاسباني. وهناك ايضاً، الغاني اوهين كندي الذي تألق مع النصر خلال الأعوام 1995 و1996 و1997، وأحرز مع فريقه لقب الدروي عام 1995 وتوّج هدافاً له في العام التالي، والسنغالي موسى نداو الذي لعب مع الهلال ثم انتقل الى الاتفاق، ومواطنه مامادو الذي ضمه النصر قبل ان ينتقل الى الطائي. جديد الموسم واستمر مسلسل التفريط في اللاعبين البارزين الى الموسم الحالي، فالنصر رفض تجديد عقد البرازيلي دونفال جونيور الذي ضمه الموسم الماضي وأسهم معه في بلوغ اربعة نهائيات هي: كأس الامير فيصل بن فهد وكأس الكؤوس العربية وكأس النخبة العربية والدوري. ومرة جديدة، يكون اتحاد جدة اكثر المراقبين للاعبين الذين تألقوا مع فرقهم، فتعاقد مع جونيور من ناديه الاصلي ساو باولو البرازيلي لمدة موسمين لتدعيم صفوفه. يذكر ان النصر اجرى تعاقدات مهمة سابقاً عندما ضم البلغاري خريستو ستويشكوف لفترة قصيرة والقطري محمد سالم العنزي والجزائري موسى صايف والعاجي يوسف فوفانا والمغربي اسماعيل التريكي، وتعاقد هذا الموسم مع الثلاثي الاوروغوياني خورخي دلغادو وكاميكي كارلوس وريفو ليموس الذين يحترفون للمرة الاولى في دولة عربية. ورفض الاتفاق ايضاً تجديد عقد مهاجمه الانغولي باولو دا سيلفا الذي قدم عروضاً قوية الموسم الماضي وتوّج هدافاً للدوري برصيد 15 هدفاً، ويختبر حالياً بعض اللاعبين البرازيليين.