واصل كبار المسؤولين في اسرائيل هجومهم على المواطنين العرب في الداخل وقادتهم على خلفية العملية الانتحارية التي نفّذها محمد شاكر حبيشي من قرية ابو سنان في الجليل، الاحد الماضي، مطلقين الوعيد والتهديد وملوّحين بتشديد القبضة على تحركاتهم ونشاطاتهم. وحمّل وزير الامن الداخلي عوزي لنداو النواب العرب وقادة الحركة الاسلامية والأئمة في المساجد مسؤولية ما سمّاه "التطرّف الحاصل في اوساط المواطنين العرب". وقال في حديث للاذاعة العبرية امس ان الشرطة الاسرائيلية مجهزة ومزوّدة "بشكل افضل بكثير لمواجهة ومعالجة اعمال شغب عما كان عليه الوضع في تشرين الاول اكتوبر الماضي" ابان الهبّة الشعبية لعرب الداخل تضامناً مع الانتفاضة والتي اودت بحياة 13 شاباً سقطوا برصاص الشرطة. ورداً على سؤال هل ستسمح الشرطة بإقامة المهرجان الكبير الذي تعدّ له الحركة الاسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح في مدينة ام الفحم بعد غد الجمعة، قال لنداو ان الشرطة لن تتدخل في المهرجان. لكنه اضاف مهدداً بأنها "لن تسمح بإغلاق محاور الطرق قرب المدينة ولن تسمح بأن تتضمن كلمات الخطباء في المهرجان تحريضاً ضد الدولة". وكرر الوزير العنصري افيغدور ليبرمان تهديداته لفلسطينيي 1948 بترحيلهم بالقوة معتبراً بأنه "لا يمكن الفصل بين القضية الفلسطينية العامة وبين قضية عرب اسرائيل، للصلة الوثيقة بينهم وبين فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة. ولا بد من ارغام جزء من العرب في اسرائيل على تركها وضمه الى المناطق في الضفة والقطاع". واضاف في تصريحات للاذاعة العبرية ان "لا سيطرة لاسرائيل في مدينة ام الفحم حيث يتم التحريض على الدولة" معتبراً هتاف ابناء المدينة "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" خطراً على اسرائيل. وتعرض النائب عن الحركة الاسلامية عبدالمالك دهامشة الى تحريض مماثل في وسائل الاعلام لقوله انه على استعداد للاستشهاد دفاعاً عن الاقصى، مضيفاً انه يستنكر قيام احد من الداخل بعملية انتحارية "اننا ننادي بالمساواة في حقوقنا وتحصيلها بطرق قانونية". وارتفعت اصوات اخرى تنادي بإخراج الحركة الاسلامية خارج القانون، وبرز منها نائب رئيس الحكومة وزير المال وعدد من القادة السابقين لمختلف اجهزة الامن. وأسهب معلقون للشؤون العربية في التحذير من "النباتات الشيطانية" او"الثمار الفجّة" في الوسط العربي ولفت تعليق لاستاذ جامعي عربي هو اسعد غانم نشره في "يديعوت احرونوت" استهجنته أبرز القيادات العربية في الداخل جاء فيه ان "عشرات الوف العرب الاسرائيليين، وليس فقط أصحاب النزعات الدينية مستعدون نفسياً وايديولوجياً وعملياً لانتهاج طرق العنف المختلفة للتعبير عن آرائهم واحاسيسهم". الى ذلك قال المعلّق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل ان اجهزة الامن ستجري قريباً بحثاً مستفيضاً في كيفية التعامل مع الحركة الاسلامية في اسرائيل "ولكن في هذه المرحلة ستتجنب الحكومة اتخاذ اجراءات متشددة ضدها وستكتفي بتكثيف نشاطها الاستخباري ضد ناشطين في الحركة تشتبه بضلوعهم في الارهاب". واضاف ان اجهزة الامن ترى في جناح الشيخ رائد صلاح الخطر الاساسي وتدرس امكان وقف الموازنات عن المجالس البلدية التي يديرها انصار الحركة وتشديد الرقابة على المؤسسات التي تشرف عليها الحركة الاسلامية. واستنكر الامين العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي محمد نفاع "الاصوات الدرزية التي هاجمت مسلمي قرية ابو سنان" واعتبرها صادرة بتوجيه مخابراتي اسرائيلي وتخدم سياسية الاحتلال. واعلنت عائلة شاكر حبيشي انها لا تزال تشكك في قيامه بتنفيذ عملية التفجير في نهاريا على رغم شريط الفيديو الذي ظهر فيه وتلا رسالة اعلن فيها انه ينوي تنفيذ عملية انتحارية، علماً ان الشرطة لم تعلن، حسب فحوصات الدم للمنتحر وابنائه، رسمياً ان شاكر حبيشي هو الذي نفّذ العملية. الى ذلك كشفت محكمة اسرائيلية النقاب عن ان شقيق المنتحر، كمال، يقبع في السجون الاسرائيلية بعد ادانته قبل اشهر بالانتماء الى "حزب الله".