وسط تحذيرات من "اكتوبر 2000" جديد، يستعد ابناء مدينة ام الفحم ومعهم كافة المدن والبلدات العربية في مناطق فلسطينالمحتلة عام 1948، لمواجهة المسيرة الاستفزازية لليمين الاسرائيلي المتطرف المقرر تنظيمها في ام الفحم الاثنين المقبل، وبموافقة من المحكمة العليا الاسرائيلية. واكد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية داخل اراضي 48في اتصال مع "الرياض" ان كل الوسائل المشروعة هي خيارات بين ايدينا لصد هؤلاء الصعاليك، سواء كان ذلك بالاعتصامات او التظاهرات او اقامة سلسلة بشرية حول ام الفحم او المرابطة على مداخل المدينة لمنع اي انتهاك لحرمتها. وقال صلاح ان هذا الصعلوك المدعو باروخ مارزيل هو مظهر من مظاهر التطرف الصهيوني الذي اخذ يسيطر على الشارع الاسرائيلي لإذلال أم الفحم من خلال اقتحامها عنوة. ولهذا لن نسمح لمارزيل ومن يقف وراءه وسنعمل بكل الوسائل المشروعة على صده ومنعه من الدخول كي يعلم هو ومن يدور في فلكه ان مجتمعنا العربي لن يكون لقمة سائغة لمثل هؤلاء الصعاليك. ولم تخرج هذه التحذيرات عن قيادة الجماهير العربية فحسب بل من اركان المؤسسة الامنية الاسرائيلية، التي رسمت سيناريوهات لردة فعل فلسطيني 48على هذه التظاهرة الاسفتزازية والتي قد تفجر مواجهات عنيفة بين العرب واليهود. ووفقا لصحيفة "معاريف" فقد عقد امس الخميس اجتماع لتقييم الوضع ضم وزير الأمن الداخلي آفي ديختر، والمفتش العام للشرطة دودي كوهين، بالإضافة إلى كبار المسؤولين في جهاز الأمن العام (الشاباك)، بيد أنه لم تتم بلورة أية توصيات بعد. وحسب الصحيفة فقد ادعت الأجهزة الأمنية أن لديها إنذارات تحذر من إمكانية إطلاق النار على المتظاهرين من عناصر اليمين، علاوة على إغلاق الشارع الرئيسي في وادي عارة والشوارع الرئيسية بين القرى العربية في الشمال. كما ادعت وجود إنذارات تحذر من إضرام النيران في الأحراش. ولم تستبعد الأجهزة الأمنية امكانية تشكيل سلسلة بشرية ضخمة من المتظاهرين العرب لسد الطرق أمام انصار اليمين المتطرف. وذكرت بمحاولة الحاخام المقتول مئير كهانا، في العام 1986، دخول مدينة أم الفحم، الأمر الذي أدى رد فعل شعبي عارم في حينه. من جانبه، اعتبر المحامي عبدالمالك دهامشة الممثل السابق للحركة الاسلامية - الجناح الجنوبي في الكنيست الاسرائيلي، التظاهرة الاستفزازية مؤشرا حقيقيا على مدى التطرف الذي وصل اليه الشارع اليهودي ازاء المواطنين العرب. وفي حمى الحملة الانتخابية هم يتنافسون اليوم على ايهم اكثر تطرفا ضد الاقلية العربية. ولفت الى التصريحات الصادرة عن وزيرة الخارجية زعيمة حزب كاديما "التي صرحت بكل وقاحة وصفاقة انها تريد ان تحرم العرب الفلسطينيين من وطنهم وحقهم في العيش اعزاء كرماء على تراب وطنهم، عندما قالت ان الحل القومي لفلسطينيي 48يكون في الدولة الفلسطينية عند قيامها". ورجح دهامشة ان تتغلب "العقلانية الحاكمة" وتمنع اي صدام محتمل مع الجماهير العربية من خلال الغاء التظاهرة او من خلال تسييرها بحيث تتجنب ام الفحم وتدخل قوات كبيرة من الشرطة لمنع اي احتكاك مع العرب". وكان استشهد 13مواطنا فلسطينيا من مختلف مناطق اراضي 48، عندما تدخلت قوات الشرطة والجيش الاسرائيلي لقمع الجماهير العربية التي خرجت في 3اكتوبر 2000تضامنا مع انتفاضة الاقصى حيث استخدمت قوات الاحتلال وبشكل مفرط الذخيرة الحية في قمع المتظاهرين ما اوقع 13شهيدا وعشرات الجرحى لتضاف الى مجرزة يوم الارض الخالد 1976في الجليل التي سقط فيها ايضا ستة شهداء وتحول رمزا للدفاع عن الارض.