توقفت رحلات المجموعات السياحية اليابانية إلى إسرائيل والمناطق الفلسطينية "في شكل كامل" نتيجة الاشتباكات هناك استناداً إلى واي كوتيدا، مدير العلاقات الدولية في مكتب السياحة اليابانية. وقال في تصريح إلى "الحياة" إن تقارير مكاتب المبيعات في اليابان سلبية جداً حيال وضع السياحة إلى إسرائيل والمناطق الفلسطينية، منوهاً إلى أن حركة السياحة إلى مصر أو الأردن أو سورية أو لبنان لم تتأثر. ولا تتوافر أرقام تفصيلية عن عدد السياح اليابانيين إلى إسرائيل ومعدلهم السنوي الذي يراوح بين 15 و20 ألفاً، لكنه تقلص في شكل ملموس منذ بداية السنة الجارية عندما زادت وزارة الخارجية اليابانية درجة تحذيرها إلى الراغبين بزيارة إسرائيل في الدرجة الأولى، التي تعني توخي الحذر خلال السفر، إلى الدرجة الثانية، التي تدعو إلى عدم السفر "ما لم تكن الرحلة حتمية". وبينما لا يعتبر هذا التحذير ملزماً للمواطنين اليابانيين، فإن المكاتب السياحية تلتزم به وتوقف اوتوماتيكياً تنظيم الرحلات إلى الجهة موضع التحذير. وتفرض وزارة الخارجية اليابانية تحذيراً من الدرجة الرابعة على الراغبين بالسفر إلى الأراضي الفلسطينية، وهو ما يعني أن على جميع اليابانيين مغادرتها فوراً، وولد هذا الأمر لدى اليابانيين احساساً ب"القلق الشديد، إذ لا يشعرون بأن الوضع تحسن، بل على العكس، تدهور أكثر" حسب قول كوتيدا. وأضاف ان شركات السفر اليابانية لم تتأثر بحملة مكتب السياحة الإسرائىلي الموجود في طوكيو، والتي سعت إلى "تطمين اليابانيين حول استتباب الأمن هناك"، ولا سيما في ظل غياب مؤشرات ملموسة حالياً توحي بإمكان تحسن الأوضاع، ما يعتقد صعوبة الترويج السياحي لإسرائيل في الوقت الحالي. والنظرة التقليدية السائدة بين السياح اليابانيين، لا سيما الذين جابوا معظم المناطق السياحية في العالم عدا الشرق الأوسط، هي أن إسرائيل "دولة فريدة يجب زيارتها" حسب كوتيدا. ولم يستبعد أن تتأثر رحلات السياح اليابانيين إلى الدول المجاورة لإسرائيل "إذا تفاقمت الأوضاع في الشرق الأوسط". وبقيت مستويات التحذير اليابانية بالنسبة إلى الأردنولبنان ومصر وسورية في الدرجة الأولى التي تنصح بتوخي الحذر عند السفر، لكنها لا تزال عند الدرجة الثالثة حيال جنوبلبنان حيث تطلب "عدم التوجه إلى هناك مهما كانت الأسباب". وتعتبر اليابان من الدول المصدرة للسياح، إذ يسافر منها أكثر من 15 مليون ياباني يجوبون العالم سنوياً، وبلغ عددهم الصيف الحالي 68.2 مليون منهم 46 ألفاً فقط توجهوا إلى الشرق الأوسط وافريقيا وأميركا الجنوبية، والباقون استقطبتهم في شكل رئيسي ايطاليا وسويسرا وفرنسا في أوروبا، ثم كوريا الجنوبية فالولايات المتحدة. ومتوسط كلفة الرحلة للسائح الياباني 1722 دولاراً "باستثناء الهدايا التذكارية". وبين أسباب انخفاض السياحة اليابانية إلى الدول العربية، عدم وجود مكاتب أو وكالات سياحة وسفر لها في اليابان، كما أنه، باستثناء "الخطوط الجوية المصرية" و"الإيرانية" و"التركية" و"الإمارات"، التي تقوم برحلات محدودة، ليست هناك خطوط جوية مباشرة بين اليابان والشرق الأوسط.