قبل بضعة أسابيع، أجرت صحيفة "الحياة" سلسلة تحقيقات من بلدان عربية عدّة، بيّنت أن أسعار الكومبيوتر لا يزال لها اليد الطولى في قرار شراء الجهاز واقتنائه. ويعرف خبراء سوق الأجهزة في الدول العربية ان المنافسة فيها ترتكز إلى الأسعار، بينما يتجه تجار التجزئة في البلاد المتطورة إلى التنافس على تقديم خدمات "القيمة المضافة" Added Value . ويطلق هذا التعبير على الخدمات المرتكزة إلى المعرفة، والتي تشمل تركيب الأجهزة وتطويرها وصيانتها اضافة الى تقديم الاستشارة والقدرة على تقديم حلول متكاملة تبعاً لاحتياجات العملاء. ويقرّ أحد بائعي أجهزة تقنية المعلومات في دبي بهذا الأمر ويرى أنه أدى الى "تقليل هوامش ربحية بائعي التجزئة وجعلهم يتجهون الى عمليات تركيب الكمبيوترات وبيعها، وكبيدل من الكمبيوتر الذي تنتجه الشركات العالمية مثل "دل" و"أتش بي" و"كومباك" وغيرها. ويقول روهيت باشاني، نائب مدير التسويق في محلات "سوفت ماجيك سيستمز"، وهو بائع كومبيوتر في دبي "أنا أبيع ما يزيد عن ثمانية أجهزة كومبيوتر مُركّبة في اليوم الواحد. ويزيد هامش الربحية في هذه الحالة عن العشرة في المائة، بينما تنحدر هوامش الربحية في أجهزة الشركات العالمية إلى إثنين أو ثلاثة في المائة". ويضيف: "ان هذا النوع من البيع لا يأخذ خدمة ما بعد البيع في الاعتبار، فالزبون يأخذ جهازه ويذهب". ويشير باشاني أيضاً الى التكلفة العالية المطلوبة في تأسيس خدمات القيمة المضافة، التي تتطلب الاستثمار في المهارات الموجودة لدى بائعي التجزئة. وتتآكل ربحية بائع الكومبيوتر من جراء تكاليف الشحن والضرائب التي تشكل عبئاً على سعر البيع. ويقول ستيف لوكي، المدير الاداري في شركة "تك داتا" المتخصصة في الإدارة اللوجستية وتوزيع منتجات تقنية المعلومات: "تبلغ تكلفة شحن طلبية مكونة من عشرة أجهزة كمبيوتر "كومباك" من منطقة حرة في منطقة الخليج نحو 385 دولاراً للجهاز الواحد". اضافة الى ذلك، يذهب بائعو الكومبيوتر في أسواق دبي الى وضع اللوم على الكلفة العالية التي يتكبدها بائعو التجزئة في تخليص شحناتهم اليومية. ويقول المهندس مازن السعد الذي يدير مركز بيع تجزئة في دبي : "ان تكلفتنا عالية ويرجع ذلك لتكلفة الاتصالات التي نتكبدها يومياً لتخليص أعمالنا".