اسمرة ، أديس ابابا - "الحياة"، أ ف ب - أصبحت قضية تبادل اسرى الحرب الاثيوبية - الاريترية موضوعا لاتهامات متبادلة بين الدولتين. واتهمت اسمرا اديس ابابا باحتلال مناطق اريترية جديدة في منطقة الحدود، وانتهاك وقف اطلاق النار نتيجة رفضها استئناف الافراج عن اسرى الحرب وترحيلهم الى وطنهم. وأعلنت مفوضية التنسيق الاريترية مع قوات حفظ السلام الدولية إنها بعثت بمذكرة احتجاج الى المبعوث الخاص للامم المتحدة ليغويلا جوزيف ليغويلا أكدت أن "القوات الاثيوبية انتهكت اتفاق السلام وتوغلت في يوم 31 تموز يوليو الماضي في المنطقة الامنية العازلة بعمق ثمانية كيلومترات واحتلت مناطق شاسعة". وأشارت الى أن القوات استبدلت بعض الخطوط في خارطة تبين المنطقة العازلة وهي بعمق 25 كيلومترا داخل اريتريا. وطالبت بعثة حفظ السلام باتخاذ اجراءات عاجلة لحمل اثيوبيا على سحب قواتها. وقال الناطق باسم الرئاسة الاريترية يماني غبريميسكل: "هذا مؤشر على ان اثيوبيا ليست ملتزمة عملية السلام"، موضحا ان "اتفاق وقف اطلاق النار يلزم الطرفين بالافراج عن اسرى الحرب من دون شروط". وافرجت اثيوبيا منذ توقيع الاتفاق في 12 كانون الاول ديسمبر 2000، عن نحو 850 اسير حرب ارتيري من اصل 2600، لكنها توقفت عن اطلاق الاسرى منذ الثامن من اذار مارس الماضي. وافرجت اريتريا من جانبها عن نحو 629 أسير حرب اثيوبياً من اصل نحو الف، وتوقفت بدورها عن الافراج عن الأسرى. واكدت اثيوبيا انها ستفرج عن اسرى آخرين شرط ان تحدد لها السلطات الاريترية مكان اعتقال طيار اثيوبي اسقطت طائرته في 1998 بينما كانت تهاجم قاعدة عسكرية في العاصمة الاريترية. واعترف غبريميسكل بأن الطيار الاثيوبي اسر لكنه لم يعلق على مكان احتجازه. واكد أن "على اثيوبيا ان تستأنف عمليات الافراج عن اسرى الحرب. وما ان تقوم بذلك، سنكون مستعدين للافراج عن اسرى الحرب الاثيوبيين في اي وقت". وتطرق ايضا الى وضع المدنيين الاريتريين الذين يعيشون في معسكرات على طول الحدود ولا يستطيعون العودة الى منازلهم بسبب الاراضي المزروعة بالالغام ووجود قوات اثيوبية حول قراهم. ووجهت الحكومة الاريترية نداء الى المجموعة الدولية لحمل اثيوبيا على سحب قواتها وتقديم معلومات عن اماكن الالغام المزروعة في اريتريا خلال الحرب. ونقلت وكالة الانباء الاثيوبية عن وزارة الخارجية انها طلبت من اسمرا معلومات عن الحال الصحية للمعتقلين ومكان توقيفهم وهم الكولونيل بيزابيه بتروس و36 عنصر ميليشيا وشرطة. وتقول اديس ابابا ان هؤلاء خطفوا في مطلع الحرب في منطقتي بادمي وزالا مبيسا المتنازع عليهما على الحدود بين البلدين. وأسرالكولونيل بيزابيه في السادس من حزيران يونيو 1998 عندما اسقطت طائرته من طراز "ميغ 23". ونقلت الوكالة عن مسؤول في وزارة الخارجية ان "اثيوبيا لديها ادلة على ان الطيار والعناصر ال 36 من الميليشيا والشرطة اعتقلوا احياء". واضافت ان "لائحة سجناء الحرب الاثيوبيين التي قدمتها اريتريا عبر اللجنة الدولية للصليب الاحمر لا تشمل اسماء الطيار وعناصر الميليشيا والشرطة". على صعيد آخر، نفت اثيوبيا تورطها في المعارك العنيفة التي دارت الخميس في جنوبالصومال بين قوات الحكومة الانتقالية والعناصر الموالية لائتلاف زعماء الحرب الذين يرفضون سلطتها. واتهم وزير الاعلام في الحكومة زكريا حاج محمد اثيوبيا بالمشاركة في المعارك في شابيل السفلى وجوبا السفلى والوسطى و"التسبب في تصعيد عبر اطلاق دورة جديدة من اعمال العنف". ونفى مدير مكتب وزارة الخارجية الاثيوبية يماني كيداني في حديث للتلفزيون الاثيوبي مساء الجمعة الاتهام معتبرا انه "مخطط سياسي للحكومة الانتقالية لتحويل الانظار". واستولت القوات الحكومية مساء الخميس مجددا على مدينة جيليب الاستراتيجية جنوب مقديشو من العناصر الموالية للمجلس الصومالي للمصالحة واعادة البناء وهو ائتلاف زعماء الحرب الصوماليين المعارضين للحكومة الذين كانوا استولوا على البلدة صباحا. وقال محمد ان اثيوبيا "دعمت الفصائل التي هاجمت جيليب وبوالي". ورد يماني بالقول "ليس لدينا قوات في الصومال ولم نقدم دعما تقنيا او لوجستيا الى اي فصيل في هذا البلد وما تدعيه الحكومة الانتقالية غير مقبول بتاتا".