قال مصدر رفيع المستوى في الادارة الاميركية ل"الحياة" ان واشنطن وضعت لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون خطاً احمر هو أمن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وعدم ايجاد بديل من السلطة الفلسطينية . واوضح المصدر نفسه ان شارون يلتزم هذا الخط لكنه يعتبر نفسه مطلق الحركة خارجه ما يفسر استمراره في موجة هدم المنازل والاغتيالات ضد الكوادر الفلسطينية. وأرخت تصريحات أدلى بها أمس نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني لشبكة "فوكس" الاخبارية بظلها على موضوع الاغتيالات الذي تمارسه اسرائيل وعلى طبيعة الضغط الأميركي في هذا الصدد. إذ برر تشيني الاغتيالات بالقول: "اذا كانت هناك منظمة تآمرت أو تتآمر لشن هجمات انتحارية على سبيل المثال، وإذا كنت تعرف المعنيين وأين تجدهم... اعتقد أن هناك بعض المبررات ليحمي الانسان نفسه باستباقهم". واستدعى هذا الكلام رداً من نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني فاعتبر ان تصريحات تشيني "لا تخدم عملية السلام وتشجع اسرائيل على الاستمرار في القتل والاغتيالات". وتتناقض تصريحات تشيني مع اعلان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر اول من امس معارضة واشنطن الشديدة لعمليات الاغتيال خصوصا تلك التي حصلت في نابلس. وذكر المصدر الأميركي الرفيع "ان الادارة الاميركية حاولت منذ ان تسلم جورج بوش الابن البيت الابيض تجنب المواجهة مع اسرائيل ومسايرة شارون في اكثر من مرة كان آخرها تبني الموقف الاسرائيلي بضرورة ان يكون هناك سبعة أيام من الهدوء التام قبل بدء عملية التبريد تمهيدا لتطبيق مقررات ميتشل، اضافة الى عدم الاصرار على المراقبين الدوليين وضرورة الحصول على موافقة اسرائيل. لكن التصعيد المتنامي جعل الولاياتالمتحدة تفضل وضع خط أحمر لشارون وهو امن الرئيس الفسطيني وعدم العمل على ايجاد بديل للسلطة الوطنية الفلسطينية لان ذلك لن يكون لمصلحة اسرائيل كما انه سيسبب احراجا لواشنطن في العالم العربي". ويقول المصدر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يعرف الخط الاحمر ووعد بالتزامه وهو يبادر الى الاعتراف بذلك في مطلع كل لقاء مع المسؤولين الاميركيين قبل ان يفاتحوه بالموقف الاميركي المتشدد حيال حماية السلطة الوطنية. ولكن في المقابل يبدو ان شارون اعتقد انه لديه هامش حرية في التعاطي مع المواضيع الامنية مع الفلسطينيين طالما يلتزم بسقف الخط الاحمر الاميركي. وهو سيستمر بانتهاج سياسة الاغتيالات وهدم المازل والتوغل في الاراضي الفلسطينية الواقعة تحت سيطرة السلطة طالما لم تقم واشنطن بتوسيع الخط الاحمر. وتشير مصادر ديبلوماسية الى ان شارون كان يرسل نجله عمري للقاء عرفات ليطمئن واشنطن الى انه لن يتعرض للرئيس الفلسطيني او لوزرائه. وشهدت الاراضي الفلسطينية امس هدوءاً نسبياً خصوصاً بعدما شددت اسرائيل حصارها على مداخل المدن الفلسطينية ومداخل القدس والبلدة القديمة، مانعة بذلك فلسطينيي الضفة الغربية من الوصول الى المسجد الاقصى للصلاة فيه. راجع ص 3 و4 وفيما حذرت اسرائيل السلطة الفلسطينية بأنها لن تتمكن من ضبط النفس في حال وقوع "اعتداء" على اراضيها وسترد بقوة على اي هجوم واسع النطاق قد يستهدفها خصوصاً اذا كان عملية انتحارية، اعلن الرئيس ياسر عرفات امكان القبول بقوة حماية مؤلفة من الدول الاعضاء في مجموعة الثماني الكبار، وذلك في وقت كشفت صحيفة "الغارديان" خطة سرية اميركية - اوروبية لارسال كتيبة من المراقبين الدوليين الى الاراضي الفلسطينية تشمل مراقبين بريطانيين.