ضم الاتحاد الاوروبي صوته امس الى صوت الولاياتالمتحدة في دعوة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى تفكيك "الشبكات الارهابية" لحركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي". وتزامن ذلك مع انعقاد الاجتماع الوزاري الطارئ لمنظمة المؤتمر الاسلامي في الدوحة الذي ركّز على اعتبار المقاومة حقاً شرعياً للشعب الفلسطيني. راجع ص 7 و8. وشكّلت المطالبة الاوروبية تراجعاً نوعياً للموقف الذي اعتاد الاتحاد الاوروبي اتخاذه، متمايزاً عن المقاربة الاميركية - الاسرائيلية لملف الشرق الاوسط، على رغم انه طالب ايضاً بسحب قوات الاحتلال الاسرائيلي وتجميد الاستيطان. وكان لافتاً خصوصاً تركيز الاوروبيين على "وقف الانتفاضة" ودعوة عرفات الى القاء خطاب باللغة العربية يدعو فيه إلى "وقف الانتفاضة". وجاء ذلك ليصبّ في الضغوط التي تمارسها اسرائيل والولاياتالمتحدة على الرئيس الفلسطيني. اذ استأنفت حكومة ارييل شارون سياسة الاغتيالات بعد اقل من 12 ساعة على عرض الاجنحة العسكرية للتنظيمات الفلسطينية وقف عملياتها داخل الخط الاخضر مقابل وقف إسرائيل التدمير والقصف والاغتيال. اذ قُتل طفلان فلسطينيان واصيب تسعة اشخاص بجروح في محاولة اسرائيلية لاغتيال احد قادة "الجهاد الاسلامي" في الخليل، وقتل شاب فلسطيني في البيرة بعد اطلاق قذيفة اسرائيلية على سيارة توزيع عبوات الغاز. وقال امين سر اللجنة العليا لحركة "فتح" كبرى الفصائل الفلسطينية، مروان البرغوثي في مقابلة خاصة مع "الحياة" ان اسرائيل "اتخذت قراراً استراتيجياً وليس تكتيكياً بإنهاء السلطة الفلسطينية وقيادة الرئيس ياسر عرفات والاطاحة به وانهاء الانتفاضة وذلك بموافقة وغطاء كامل من اميركا في ظل صمت عربي مريب وغياب وعجز اوروبي" وذلك كله يتطلّب اجراء حوار فلسطيني حتى "لا يجرّ الشعب الفلسطيني الى القبول بسلطة تسلّم بكل المطالب الاسرائيلية والاميركية وتفريغها من مضمون برنامجها الوطني وفي كلا الحالتين يريدون ازالة هذه السلطة". ولم يعقد أي اجتماع امني، فيما طلب الفلسطينيون والاسرائيليون من المبعوث الاميركي انطوني زيني البقاء في المنطقة لانجاز مهمته بتثبيت وقف اطلاق النار. والتقى زيني امس مع الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي غداة تلويحه بمغادرة المنطقة. وفي واشنطن قالت مصادر موثوق بها ان الادارة الاميركية لم تتخل بعد عن خيار السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس ياسر عرفات، لكن الاصوات التي تؤيد وقف الاتصالات مع عرفات تتزايد. واضافت المصادر ان مصداقية عرفات في اوساط الادارة باتت في ادنى مستوى، وان واشنطن لن تضغط على اسرائيل الا اذا اقتنعت بأن عرفات "جدي ويبذل جهداً مئة في مئة لوقف العنف". واشارت المصادر الى ان الجو السائد حالياً لدى المعنيين بالشرق الاوسط في الادارة الاميركية كان هو ذاتههه قبل زيارة شارون الاخيرة لواشنطن وقبل العمليات الانتحارية الاخيرة، لكن احداث 11 ايلول والعمليات الاخيرة شكلت نقطة تحول في التعاطي مع السلطة الفلسطينية. وأكدت المصادر ان الادارة لا تزال تؤمن بضرورة اعطاء عرفات فرصة ثانية، لكنها لن تضغط على اسرائيل للقيام بذلك إلا في حال اوقف عرفات التعاطي مع حركة "حماس" التي، حسب المصادر، تقوّض السلطة الفلسطينية من خلال وجودها المسلح في المناطق التابعة لهذه السلطة. وقالت ان على عرفات ان يعتقل المدرجين في لائحة المطلوبين التي تعتقد اسرائيل انهم المسؤولون عن عمليات التفجير الاخيرة وموجة العمليات الانتحارية. امير قطر: المقاومة دفاع عن النفس وفي اجتماع الدوحة دعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى تشكيل لجنة وزارية لمتابعة التطورات الفلسطينية، والى ايجاد آلية عمل اسلامية لوقف التدهور في الاراضي الفلسطينية. وطالب الشيخ حمد "الجهات التي لها دالة على اسرائيل والتي لها في الوقت نفسه مصالح في الشرق الاوسط". الى "تحمّل مسؤوليتها" بإقناع اسرائيل بأنه "لا مناص من ان ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المقررة الدولية"، مشدداً على ان "مقاومة المحتل أمر شرعي وهو دفاع عن النفس". وأكد أمير قطر "ضرورة اتخاذ موقف جاد وحازم لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ووضع آليات محددة بالتعاون مع المجتمع الدولي لوقف الهجمات الاسرائيلية المستمرة". وفيما أسف الشيخ حمد لغياب عرفات عن اجتماع الدوحة "بسبب الاجراءات والممارسات الاسرائيلية المتعنتة"، قال الأخير في كلمة القاها باسمه الوزير صائب عريقات ان "لا خيار امام شعبنا الا الصمود في مواجهة العدوان والاحتلال"، واضاف ان اسرائيل تسعى الى "تقويض وتدمير السلطة الفلسطينية … ونسف وافشال جهود الوساطة التي يقوم بها الوفد الاميركي". وشدد عرفات على ضرورة "مراقبة تنفيذ الاتفاقات التي تمت" بين اسرائيل والفلسطينيين، مركزاً على ارسال مراقبين دوليين واستئناف المفاوضات.