سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عشرات آلاف الفلسطينيين شيعوا الشهيد أبو علي مصطفى ... وشهيد جديد قرب الخليل . جيش الاحتلال يعلن أنه باق في بيت جالا ويدمر أكثر من 20 منزلاً في رفح ويجرح 18 مواطناً
شيع ألوف الفلسطينيين أمس الشهيد أبو علي مصطفى، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي اغتالته حكومة ارييل شارون أول من أمس بصاروخين اطلقتهما طائرات "اباتشي" أميركية الصنع وهو في مكتبه في رام الله، وسط التفاف جماهيري عكس تعمق الوحدة الوطنية الفلسطينية. وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي أنها تنوي البقاء في بلدة بيت جالا التي احتلت مساحات واسعة منها فجر أمس. وأقام جنود الاحتلال ثكنة على سطح ميتم أطفال في البلدة، ما اعتبره مراقبون "جداراً بشرياً" القصد منه الحاق الأذى بالأمنيين العزل. على مدار ثلاث ساعات طاف عشرات الآلاف من الفلسطينيين شوارع مدينتي رام الله والبيرة في موكب تشييع الشهيد مصطفى الزبري، المعروف باسم أبو علي مصطفى، وكان في مقدم الموكب سيارات عسكرية حملت احداها نعش الشهيد ملفوفاً بالعلم الفلسطيني تعلوه أكاليل الزهور وبطاقات التعازي والنعي وعبارات العهد بمواصلة درب النضال. وفي الصفوف الأولى سارت فاعليات سياسية وطنية وإسلامية من وزراء ومسؤولين وقادة فصائل وممثلي الهيئات الاجتماعية، واطلق مئات المسلحين العنان لبنادقهم، وسط اطلاق آلاف المشيعين صيحات تطالب بالانتقام. ووصل الموكب إلى مقبرة الشهداء في مدينة البيرة حيث تليت كلمات احداها باسم الرئيس ياسر عرفات وأخرى باسم القائد التاريخي للجبهة الشعبية جورج حبش، وأخرى باسم الفصائل المختلفة. وركزت غالبية الكلمات على ضرورة مواصلة النضال والمقاومة حتى النصر على الاحتلال. وحظي الشهيد بتقدير عال انعكس في كلمات المتحدثين من مختلف ألوان الطيف السياسي الفلسطيني، واعتبر مروان البرغوثي، أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية الذي بدا عليه التأثر الشديد ان "دم أبو علي في رقبتنا جميعاً وسنرد بما استشهد من أجله وهو المقاومة حتى دحر المحتلين". وشدد حسن يوسف من قياديي "حركة المقاومة الإسلامي" حماس في رام الله على أن الرد على تصفية أبو علي هو "تعميق الوحدة الوطنية على أساس برنامج وطني نضالي يستند إلى درب المقاومة والكفاح ورفض كل أشكال التفاوض وتصليب الوضع الداخلي بما يعزز صمود شعبنا، وتوثيق عرى التلاحم مع الأمتين العربية والإسلامية". وفي موازاة الجنازة الرسمية والشعبية في رام الله، شهدت المناطق الفلسطينية مواكب تشييع رمزية، وبخاصة في غزة، وشارك فيها مسؤولون فلسطينيون وممثلو الفصائل الوطنية والإسلامية. وفي بلدة عرابة، مسقط رأس الشهيد، انتظمت مسيرة حاشدة وهتف المشاركون: "يا شارون صبرك صبرك... الجبهة راح تفتح قبرك". وتعهد متحدثون وخطباء في مسيرات جنين وطولكرم ونابلس وغيرها بتقديم الآلاف من المناضلين أنفسهم للنيل من الإسرائيليين. بيت جالا وفي خطوة تصعيد زاحف، أقدم الجيش الإسرائيلي على احتلال اجزاء واسعة من بلدة بيت جالا ومخيم عايدة للاجئين المجاور للبلدة، واتخذ ذريعة لذلك انطلاق الرصاص من المنطقتين على مستوطنة غيلو التي اقيمت على أراض بيت جالا بعد حرب 1967، وتشير إليها إسرائيل على أنها حي ملحق بمدينة القدس. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تحركت في الساعة الأولى من فجر أمس، بعد قصف مكثف طاول تسعة منازل، وتحت غطاء جوي أمنته المروحيات والرادارات الطائرة، فيما اضاءت السماء عشرات قنابل التنوير، وتقدمت سبع دبابات وتسع ناقلات جنود وثماني جرافات الى البلدة فجوبهت بمقاومة من المسلحين وقوات الأمن الوطني التي خسرت مقاتلاً هو الشهيد محمد سمور وأحد عشر جريحاً، واصيبت ناقلة جند اسرائيلية بعطب. وتموضع المحتلون في مواقع رئيسية في البلدة وفرضوا حظر التجول على المناطق التي سيطروا عليها. ولم تتوقف الاشتباكات طوال الليل ونهار أمس، وخصوصاً في مخيم عايدة الذي بات معظمه تحت السيطرة الاسرائيلية العسكرية. وفي بيت جالا نصبت قوات الاحتلال مدافع رشاشة على أسطحة منازل وكنائس وعلى بيت الضيافة التابع للكنيسة اللوثرية المجاور لميتم يقيم فيه خمسة وأربعون طفلاً وبدأت باطلاق الرصاص على كل أنحاء بيت لحم، ما روع الأطفال. وفي اتصال هاتفي مع نائب مدير الميتم، قال خضر مسلم: "اقتحم ثلاثة جنود باب الميتم وطلبوا مفاتيح بيت الضيافة واعتلوا سطحه ونصبوا رشاشات ثقيلة واضطررنا الى حشر الأطفال في الطابق السفلي. وخلال النهار لم نتمكن من الحصول على الطعام اللازم بسبب منع التجول المفروض على المدينة". ودان الأب منيب يونان راعي الكنيسة اللوثرية في الأراضي المقدسة ما أقدمت عليه قوات الاحتلال وقال: "ان السيطرة العسكرية على مباني الكنيسة وترويع الأطفال هو عمل غير مقبول بتاتاً وعلى المجتمع الدولي ان يرفع صوته من أجل هؤلاء الأطفال". وأعلنت القيادة العسكرية الاسرائيلية أمس ان قواتها دخلت بيت جالا لمنع اطلاق النار على "غيلو" ولن تخرج من البلدة الا بضمان ذلك. وفي رفح، جنوب قطاع غزة، توغلت قوات الاحتلال في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية واقتحمت مخيم اللاجئين هناك ودمرت أكثر من عشرين منزلاً وستة مواقع للأمن الفلسطيني واصابت ثمانية عشر مواطناً بجروح. واضطر المئات من المواطنين الى هجر المنطقة وهم بملابس النوم خوفاً من نيران الدبابات والرشاشات. وخلال ساعات النهار، تواصلت المواجهات والاشتباكات وكان أعنفها في بلدة دورا في منطقة الخليل حين تصدى أفراد الأجهزة الأمنية لقوات الاحتلال التي قتلت ضابطاً في الأمن الوقائي الفلسطيني واصابت خمسة آخرين.