بدأ حلف شمال الأطلسي جمع اسلحة المقاتلين الألبان، في الموعد الذي حدده صباح أمس، على رغم حادث قتل جندي بريطاني وانفجارات في سكوبيا وانتهاكات وقف النار التي تزامنت معه. أفاد القائد الميداني ل"جيش التحرير الوطني" لألبان مقدونيا "شباتي" ان المقاتلين الألبان "بدأوا في تسليم اسلحتهم لقوات الحلف الأطلسي"، واستناداً الى خطة التسوية السلمية التي تم ابرامها مع الحكومة المقدونية. وأضاف في تصريح أدلى به من مقر قيادته القريب من مدينة كومانوفو شمال مقدونيا، أن المقاتلين الذين تحت أمرته "سيتخلون عن أسلحتهم ويتركون العمل العسكري، بحسب ما التزمته قيادة جيش التحرير الوطني في محادثاتها مع مسؤولي الحلف الأطلسي". وأكد قائد عملية "الحصاد الأساسي" الجنرال جونار لانج، ان "تسليم 3300 قطعة سلاح الى جانب الكمية الاضافية الخطيرة من أسلحة فتاكة، ليس مجرد بادرة، بل هي مساع حقيقية ومهمة للقضاء على القدرة القتالية لما يطلق عليه جيش التحرير الوطني". ونفى الجنرال لانج ان عملية نزع الأسلحة "ستكون شكلية" حتى على رغم أن الحلف يعترف بأن المقاتلين الألبان يمكنهم اعادة التسلح في أي وقت. وأوضح ان "البديل الوحيد لخطة الحلف هي الحرب". وأعربت الحكومة المقدونية عن تأييدها بدء عملية جمع أسلحة المقاتلين الألبان، لكنها أكدت اصرارها على ان العدد المحدد ب3300 قطعة "غير مقبول، ولا يمكن أن يؤدي الى القضاء على مخاطر استمرار العمليات المسلحة الألبانية". وأفاد رئيس الحكومة ليوبتشو غيورغيفسكي، ان لدى السلطات المقدونية معلومات مؤكدة عن "وجود أكثر من 70 ألف قطعة سلاح في حوزة الارهابيين". ودعا مستشار الرئيس المقدوني نيكولا ديمتروف الى التعاون بين منظمة الأمن والتعاون الأوروبية والسلطات المقدونية من أجل تحرير المقدونيين الذين يحتجزهم الألبان، اضافة الى اعادة عشرات الآلاف من النازحين المقدونيين الى مساكنهم في المناطق التي يسيطر المقاتلون عليها، وذلك كشرط أساس للتعاون مع القوات الأطلسية. وتزامن البدء بعملية تجميع الأسلحة مع حوادث مثيرة متفرقة، زادت من المخاوف التي راجت حول احتمالات فشل جهود الحلف الأطلسي في تطبيق خططه الخاصة بالتسوية السلمية للأزمة المقدونية. وقتل جندي بريطاني في سكوبيا، عندما تعرضت عربته العسكرية لهجوم نفذته مجموعة من الشبان المقدونيين الذين ألقوا حجارة عليه، ما أدى الى انحراف العربة وسقوطها وتهشمها. ونُقل الجندي في البداية الى مستشفى قريب في سكوبيا ثم في طائرة عمودية الى قاعدة "بوندستيل" الاميركية في كوسوفو، لكنه توفي متأثراً بجروحه. ودعا مسؤولو الحلف في مقدونيا الى ضبط النفس ازاء الحادث الذي وصفوه بأنه "مخزٍ"، لكنهم اشاروا الى انه "لا يبدو جزءاً من حملة أوسع نطاقاً". وقال مسؤول في الحلف "لا نتعامل مع الحادث على ان له دافعاً سياسياً، وانه محاولة لاعاقة العملية، بل لا يعدو الأمر كونه مجموعة من الصغار لا يحبون الحلف على وجه الخصوص". وأبرز الحادث الأول من نوعه منذ انتشار قوات الحلف في مقدونيا، مدى جسامة المخاطر التي يواجهها الحلف، على رغم الاجراءات المشددة التي اتخذها لتوفير الأمن لجنوده، ذلك ان كثيراً من المقدونيين يشعرون بالاستياء من وجود الحلف في بلادهم ويعتبرونه منحازاً الى جانب الألبان. ومعلوم ان لبريطانيا 1400 جندي، وهي الوحدة الأكبر في قوة الحلف في مقدونيا التي تقرر ان تضم حوالى 4500 جندي. الى ذلك، وقعت ثلاثة انفجارات مدبرة في سكوبيا، احدها في حي تشاير الشمالي الذي غالبية سكانه من الألبان، والثاني في المركز التجاري شمال وسط المدينة، والثالث في جنوبها الشرقي، وتسببت في أضرار مادية كبيرة من دون اصابات بالأرواح. وتبادلت القوات الحكومية اطلاق نار كثيفاً مع مجموعات مسلحة عند قريتي رتاجي وليسوك في المرتفعات المطلة على مدينة تيتوفو.