تجددت الاشتباكات العنيفة شمال غربي مقدونيا، فيما قطع المقاتلون الألبان المياه عن مدينة كومانوفو الشمالية. واتهمت سكوبيا الحلف الاطلسي بالتراخي ازاء تسلل المسلحين من كوسوفو الى الاراضي المقدونية. وأعلن الناطق باسم الجيش المقدوني العقيد بلاغوي ماركوفسكي ان خمسة من افراد دورية مشتركة للجيش والشرطة قتلوا وجرح ستة آخرون في مرتفعات شارا المطلة على مدينة تيتوفو شمال غربي مقدونيا. وأوضح ان الاصابات "وقعت في هجومين مباغتين شنّهما الارهابيون، وأن اربعة من القتلى مقدونيون والخامس ألباني من جنود الخدمة الإلزامية". وأضاف الناطق، ان الوضع شمال مقدونيا هادئ نسبياً، على رغم وقوع تبادل لإطلاق نار متقطع في محيط قرى عدة يسيطر عليها المسلحون الألبان، إذ "فتح الارهابيون النار منها على القوات الحكومية الموجودة في ضواحي قرى ماتييتسي وسلوبتشاني وأوريزاري وأوتليا". وأشار ماركوفسكي الى ان المقاتلين قطعوا المياه عن مدينة كومانوفو الرئيسة الشمالية منذ صباح امس، بعدما اقفلوا الأنابيب التي تنقلها من بحيرة ليبكوفسكو القريبة، التي يسيطرون عليها. وقال ان المدينة "بدأت تعاني مشكلة خطيرة نتيجة لذلك، خصوصاً ان الحكومة لا تملك الصهاريج الكافية لتوفير المياه لهذه المدينة الكبيرة". إلى ذلك، اتهم الناطق باسم الحكومة المقدونية انتونيو ميلوشيفسكي السياسيين الألبان المشاركين في الائتلاف الحكومي بالتواطؤ مع المقاتلين. وفي مؤتمر صحافي عقده في دار الحكومة امس، وحضرته "الحياة"، اوضح انه يعبّر عن مواقف رئىس الحكومة ليوبتشو غيورغيفسكي، وقال: "ينبغي ان يقول رئىسا الحزبين الألبانيين: الديموقراطي اربن جعفيري والرفاه ايمير اميري، بوضوح هل انهما مع القتلة الذين يريدون استقطاع اجزاء من ارض مقدونيا، ام هم مع الحكومة التي هما جزء منها؟". وأوضح ان الحكومة تريد رداً سريعاً، لتعلن موقفها بناء على ذلك "اذا كانت هناك فوائد من مواصلة الحوار معهما، ام لا توجد حاجة الى ذلك، خصوصاً اذا لم يتخلّيا علناً وتنفيذاً عن الوثيقة التي كانا وقّعاها مع قائد جيش التحرير الوطني الألباني علي أحمدي التي يدّعيان انها للسلام، في حين ان كل ما فيها يدعم الارهابيين". وأشار ميلوشيفسكي الى ان الحكومة ترى ان البلاد تمر في حال حرب، وينبغي توفير كل المتطلبات التي يحتاج اليها الجيش المقدوني بما في ذلك دعوة الاحتياط للالتحاق بوحداتهم "كي يكون في مقدور القوات المسلحة زيادة ضرباتها الشديدة على الارهابيين، باعتباره السبيل الوحيد للحفاظ على مقدونيا". ومن جانبه، ابلغ وزير الدفاع المقدوني فلادو بوتشكوفسكي، وزراء دفاع حلف شمال الاطلسي لدول جنوب شرقي اوروبا الذين اجتمعوا امس في مدينة سالونيك اليونانية للبحث في الوضع المتأزم في مقدونيا "ان قوات حفظ السلام في كوسوفو التي يشرف عليها الحلف الاطلسي غير حازمة في التعامل مع الارهابيين الذين يتسللون بإمداداتهم من الاقليم الى مقدونيا". ودعا الحلف الاطلسي الى اعتقال قائد جيش التحرير الوطني الألباني الذي يقود القتال في مقدونيا علي أحمدي الموجود في كوسوفو، كما ناشد الدول الغربية وقف جمع التبرعات في اراضيها "للإرهابيين". وكان بوتشكوفسكي التقى وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفلد لدى توقف الأخير في مطار سكوبيا اول من امس، وطلب مساعدة الولاياتالمتحدة في تدريب القوات المقدونية الخاصة على اساليب محاربة المقاتلين الألبان. وأعلن الناطق باسم قوات حفظ السلام في كوسوفو، ان الحلف الأطلسي قرر ارسال 400 جندي من الوحدات الدولية في الأقليم الى المنطقة الحدودية مع مقدونيا "لمنع نقل اي امدادات الى الجماعات المسلحة الألبانية".