} دخلت العلاقات الايرانية - الاذربيجانية مرحلة متوترة، على رغم الاعلان عن قمة بين رئيسي البلدين في طهران مطلع الشهر المقبل. ويأتي ذلك بعد دخول انقرة على خط الخلاف على نفط بحر قزوين بمشاركتها في عرض عسكري جوي في باكو، الأمر الذي استنكرته طهران. انطلقت عشر طائرات عسكرية تركية من طراز "ف - 16" متوجهة الى اذربيجان للمشاركة في عرض عسكري خلال استقبال قائد الاركان التركي الفريق أول حسين كيفرك اوغلو الذي يصل العاصمة الأذرية باكو اليوم في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة ايام. وستشارك الطائرات التركية بعرض جوي خلال تخريج أول دفعة من طلاب الكلية العسكرية الاذربيجانية في حضور الرئيس الأذري حيدر علييف وضيفه التركي. وتبني باكو آمالاً كبيرة على هذه الزيارة التي تؤكد متانة العلاقات السياسية والعسكرية بين البلدين، في وقت تتعرض فيه اذربيجان الى مساومات سياسية وعسكرية في شأن تقاسم ثروات بحر قزوين مع الدول المتشاطئة عليه، وبينها قوى اقليمية كبيرة مثل روسيا وإيران. فإضافة الى كون المؤسسة العسكرية التركية قد تولت تدريب الجيش الاذربيجاني الحديث العهد وتجهيزه، فإن انقرة تبدو عازمة على اثبات حضور فاعل وقوي في منطقتي آسيا الوسطى والقوقاز. وكان علييف قد دعى سابقاً الى إنشاء قاعدة عسكرية تركية في باكو ضمن مظلة الأطلسي او ضمن اتفاق عسكري ثنائي وهو ما لم ترفضه انقرة حتى الآن. وعلى رغم ان زيارة الطائرات العسكرية الى اذربيجان كانت معدّة سلفاً، وقبل توتر العلاقات الايرانية الأذرية في بحر قزوين وتلويح طهران بالحل العسكري لخلافها مع باكو حول بعض حقول النفط فيه، إلا ان بيان مجلس الأمن القومي الذي اكد أول من أمس على ضرورة تفعيل العلاقات التركية مع جمهوريات آسيا الوسطى وتدعيمها، ومطالبة بعض المسؤولين الأذريين اخيراً بتوحيد الجيشين الأذري والتركي، يؤكدان ان لزيارة كيفرك اوغلو وطائراته بعداً سياسياً مهماً، مفاده ان تركيا لن تقف مكتوفة ازاء التفاعلات السياسية في المنطقة. ويرى المراقبون الاتراك ان وجوداً عسكرياً وسياسياً تركياً في اذربيجان والقوقاز اصبح ضرورياً من اجل الدفاع عن المشروع التركي - الأميركي لنقل ثروات بحر قزوين عبر خط باكو - جيهان المزمع انشاؤه، والتصدي لمحاولات ايرانوروسيا وأد هذا المشروع وتقديم مشاريع بديلة لنقل البترول عبر ايرانوروسيا فقط من اجل ابقاء جمهوريات تلك المنطقة بعيداً من التدخل الغربي والأميركي، وربط اقتصادها بطهران وموسكو. وتنظر دوائر القرار الايراني بقلق الى ما تصفه المثلث الاميركي - التركي - الاسرائيلي الداعم لأذربيجان في خلافها مع ايران حول بحر قزوين. وجاءت المواقف التركية لتزيد من هذا القلق بعد المواقف الأميركية، وفي ظل اتهام طهران لباكو بالسماح لمجموعات تجسس اسرائيلية بالتمركز على الحدود بين البلدين بمسميات مختلفة. واعترضت ايران على قيام تركيا باستعراض لسرب من طائراتها الحربية فوق سماء باكو. وعبّر عن هذا الاعتراض وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الذي قال ان ايران "قلقة من وصول طائرات مطاردة للجيش التركي المرتقب وطلبت توضيحات" من باكو. وأضاف: "ان حكام باكو طمأنوا طهران الى ان مجيء الطائرات الحربية ليس عملاً موجهاً ضد ايران". وأكد:"اننا نتابع هذه المسالة عن كثب وبانتباه بالغ". وتخشى ايران من أن يمتد التعاون العسكري التركي - الاسرائيلي الى حدودها مع اذربيجان في ظل مخاوف ايرانية من التمدد الاميركي في بحر قزوين.