أبدت مصادر وزارية لبنانية وأوساط مقربة من دمشق ارتياحها الى نتائج المحادثات التي اجراها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط مع الرئىس السوري الدكتور بشار الاسد. وقالت: "ان مجرد الحديث عن دور له في اعادة لملمة الوضع الداخلي يؤكد انه لمس تشجيعاً سورياً للقيام بدور بالتعاون مع جميع الاطراف المعنية وفي مقدمهم رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة". وأفادت هذه المصادر "الحياة" ان جنبلاط عرض امام الاسد وجهة نظره حيال ما جرى في لبنان وان الاخير ابدى رأيه محدداً التوجهات السورية، ما دفع برئيس التقدمي الى القيام بدور يسهم في اعادة الاعتبار الى التماسك السياسي من خلال ايجاد مناخ يساعد على تعويم الوضع الحكومي الذي بات مشلولاً، ولم يعد قادراً على التحرك من دون ازالة الاسباب وتبديد الهواجس التي تجمعت ودفعت الوضع الى الحال الراهنة. وأكدت المصادر نفسها ان تقويم الاسد وجنبلاط قضى بتضافر الجهود للتغلب على الازمة الاقتصادية، ما يستدعي اعادة تسييس الملف السياسي وإخراجه من المعادلات الامنية بما يسمح باعادة الروح الى الحياة السياسية لملء الفراغ الحاصل، خصوصاً ان الافراج عن الموقوفين باستثناء الذين يجري التحقيق معهم في ملف الاتصال بمسؤولين اسرائىليين سيسهم في تنفيس الاحتقان للاسراع في لملمة الوضع بدءاً بالشارع المسيحي. وأوضحت المصادر ان المقصود بالدور المنوط بجنبلاط بتشجيع سوري القيام بمبادرة لا ترتب حساسية بمقدار ما تدعم دمشق تنشيط الاتصالات لبلورة مجموعة من الافكار يمكن ان تعتمد كآلية من اجل دعم العودة الى التماسك السياسي الذي لا بديل منه، وهو امر يتم بعودة التماسك الحكومي كما اكد امس رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وأكدت المصادر ان ليس في نية جنبلاط الغاء الآخرين او مصادرة القرار، وهذا ما نقله عنه وزراء "اللقاء الديموقراطي" ونوابه، بل هو يرغب نظراً الى ما يتمتع به من هامش للحركة، المشاركة في انقاذ الوضع تقديراً منه أن الازمة ستصيب الجميع ولن يكون هناك غالب ومغلوب. وأشارت الى ان جنبلاط ارتأى ان يتم اجتماعه المقرر اليوم مع رئيس الجمهورية اميل لحود في اجواء مريحة تغيب عنها اجواء التشنج فاستبقه باتصالات تشمل رئيس الحكومة رفيق الحريري اضافة الى بري الذي سيلتقيه قريباً. وقالت المصادر ان جنبلاط الذي التقى امس رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان، سيتصل ببري تمهيداً للاجتماع به خلافاً لما كان تردد في وسائل الاعلام عن ان اللقاء كان سيتم امس، وهو ما اوضحه النائب باسم السبع لرئيس المجلس امس. وأكدت ان سفر الوزراء مروان حماده وغازي العريضي وفؤاد السعد، ومعهم الوزير فؤاد السنيورة الى سردينيا للقاء الحريري يأتي في اطار التشاور في الخطوات الآيلة الى تجديد التماسك السياسي. ولفتت الى انه سبق ذلك اتصال جنبلاط بالحريري الذي يعود الاحد المقبل من سردينيا لنقل اجواء اجتماعه بالرئيس السوري اليه. وأوضحت ان ليس لدى جنبلاط افكار جاهزة ويحرص على التشاور مع الجميع بغية التوصل الى افكار محددة تسمح بتوسيع رقعة تحركه مع قوى اخرى، على ان يسبقه اجتماع يرأسه مساء اليوم لوزراء "اللقاء الديموقراطي" ونوابه.