قالت مصادر نيابية رفيعة ل"الحياة" إن المحادثات التي اجراها رئىس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري في دمشق مع نجل الرئىس السوري العقيد الركن بشار الأسد ثم مع نائب رئيس الجمهورية عبدالحليم خدام، في حضور رئىس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط، "كان جوها مريحاً ويصب في اطار تضافر الجهود اللبنانية - السورية لتهدئة الوضع في لبنان بعد موجة العنف السياسي التي واكبت احالة مجلس الوزراء تقرير ديوان المحاسبة الخاص باموال الصندوق البلدي على النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم". وأكدت المصادر النيابية ان زيارة الرئىس بري لرئىس الجمهورية إميل لحود، ليل اول من امس، وهو في طريق عودته من دمشق، تصب في اطار تبريد الأجواء السياسية بين الحكم ورئىس الحكومة السابق رفيق الحريري الموجود في المملكة العربية السعودية حيث التقى ولي العهد السعودي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وبين الحكم والنائب جنبلاط. ولفتت الى "ان تركيز الجهود على إعادة الأجواء السياسية الى طبيعتها على نحو يسمح بقيام حوار، وإن كانت انصبت على الدولة وأبرز رموز المعارضة الحريري وجنبلاط، فإنها ستشمل جميع المعنيين من دون استثناء، لأن مناقشة مشروع قانون الموازنة للعام 1999 تحتاج الى مناخ صحي يفسح في المجال امام مشاركة الجميع". وتحدثت عن آلية تحرّك يتولاها الرئىس بري بدعم سوري، مشيرة الى انها لن ترى النور ما لم يتوقف التجاذب السياسي الذي خرج عن اطاره المألوف. ولم تستبعد ان يكون رئيس المجلس باشر اعداد جدول اعمال بالنقاط الساخنة تمهيداً لإيجاد المخارج لها وبينها تقرير ديوان المحاسبة. وفي المقابل، أحجم امس جنبلاط العائد من دمشق، عن الدخول في نتائج المحادثات، وقال ل"الحياة": "لن اتحدث وأترك للآخرين الحديث". وعندما قيل له ان المصادر النيابية نقلت عن بري ارتياحه، أجاب: "كثير منيح. ولننتظر الآن الإجراءات العملية وفي ضوئها نتحدث"، مما يؤكد ان لدى بري خطة للتحرك يحتفط بها لنفسه.