بدأ الحلف الأطلسي عملية لتقصي الحقائق حول الوضع في مقدونيا. ووعد المقاتلون الألبان بتسليم اسلحتهم، فيما قطع مقدونيون غاضبون الطرق الرئيسية المؤدية الى المعابر الحدودية مع كوسوفو. يصل القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في اوروبا الجنرال الأميركي جوزيف رالستون الى مقدونيا اليوم الاثنين، في مهمة ذكرت مصادر الحلف انها "تهدف الى تقويم الوضع، قبل اتخاذ قرار من قبل مجلس الحلف، في شأن ما اذا كان الحلف سيرسل جنوده الى مقدونيا". وتحركات امس وحدات من قوات طلائع الحلف التي وصلت مقدونيا الى مناطق المواجهات الشمالية لتقصي الحقائق وإجراء اتصالات بقادة المقاتلين الألبان للوقوف على مواقفهم في شأن تسليم اسلحتهم طوعاً. ووصل عدد من طائرات الحلف الأطلسي الى مطار سكوبيا امس، لنقل المزيد من الجنود البريطانيين والمعدات العسكرية اللازمة لنزع سلاح المقاتلين. وفي الوقت نفسه، حذر قادة وحدات الطلائع في تصريحاتهم الصحافية في سكوبيا، من ان وقف النار "لم يستقر بعد بما يكفي لقيام 3500 جندي اطلسي بمهمة الانتشار في جبهات المواجهات في مقدونيا". وأكد قائد القوة البريطانية الجنرال بيرني وايت سبانر في مؤتمر صحافي في سكوبيا على ضرورة الالتزام الكامل بوقف النار، لتبدأ مهمة الحلف الأطلسي في "تمشيط الخطوط الأمامية والتحدث مع القيادات الميدانية للجانبين لتقوية الهدنة". وقال: "لن نكون هنا للقيام بمهمة حفظ السلام، إذا اتخذ الحلف قراراً بنشر القوة، وإنما الذي سنقوم به هو جمع السلاح الذي يلقيه المقاتلون". وأعلن المسؤول السياسي "لجيش التحرير الوطني" لألبان مقدونيا علي احمدي استعداد المقاتلين لتسليم سلاحهم لجنود الحلف الأطلسي. ووعد في مؤتمر صحافي عقده في منطقة شيفكوفيتسا الواقعة في المرتفعات المطلة على مدينة تيتوفو امس، ان المقاتلين "سيتعاونون في شكل كامل ودائم مع الحلف الأطلسي في تنفيذ اتفاق التسوية السلمية" الذي عقده الزعماء السياسيون الألبان مع الحكومة المقدونية. واعتبر المراقبون في سكوبيا تصريحات احمدي، اشارة ايجابية قد تسرع بإجراءات وصول القوة الرئيسية للحلف الأطلسي الى مقدونيا والقيام بمهمتها في جمع سلاح المقاتلين. ويذكر انه يوجد خلاف في شأن كمية سلاح "جيش التحرير الوطني" الألباني، إذ يقول المقاتلون انها بحدود ألفي قطعة، في حين ترى الحكومة المقدونية انها قد تصل الى ثمانية آلاف قطعة سلاح متنوع. ومن جهة اخرى، قطع المئات من المقدونيين الطريق الرئيسة الممتدة الى المعابر الحدودية مع اقليم كوسوفو التي يستخدمها الحلف الأطلسي لإيصال الإمدادات الى قوات حفظ السلام كفور في كوسوفو. وطالب المشاركون في سد الطريق الحلف الأطلسي باتخاذ اجراءات صارمة ضد المقاتلين الألبان الذين "يرفضون السماح لهم بالعودة الى ديارهم في محيط مدينة تيتوفو".