حاصرت أعداد كبيرة من قوات الأمن المركزي المصرية مقر دار "النبأ" بعدما تجمع داخله مئات من الصحافيين والموظفين العاملين في الدار حيث اعتصموا احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم عن الشهرين الماضيين. وكانت السلطات المعنية اوقفت صحيفة "النبأ" من الصدور بعد الأزمة التي فجرتها الصحيفة حين نشرت في منتصف حزيران يونيو الماضي تحقيقاً مصوراً عن قضية تحقق فيها النيابة حالياً متهم فيها القس السابق عادل سعدالله غبريال بارتكاب تجاوزات جنسية وابتزاز سيدات من ضحاياه ما ادى الى ردود فعل غاضبة من جانب الأقباط. وقال محامي الدار السيد نبيه الوحش: "ان العاملين في الصحيفة كانوا بذلوا جهوداً لحل مشاكلهم المالية وحاولوا لقاء مسؤولين في المجلس الأعلى للصحافة لإقناعهم بصرف رواتبهم أسوة بالعاملين في صحيفة "الشعب" المجمدة، لكن كل الجهود فشلت". واشار الى أن رئيس تحرير الصحيفة ممدوح مهران "لا حول له ولا قوة ولا يمكن أن يتحمل مسؤولية تدبير مستحقات العاملين في ظل توقف الصحيفة عن الصدور". وهدد المعتصمون بإعلان إضراب عن الطعام في حال عدم حل مشكلتهم، فيما بذل رجال الامن جهوداً لإقناعهم بفض الاعتصام والانصراف لكنهم أصروا على المضي في اجراءات الاحتجاج. من جهة أخرى ظهر صراع قضائي جديد بين مهران والكنيسة القبطية إثر إجراء أقدم عليه قبل يومين محامي "النبأ" السيد نبيه الوحش بتسليم مذكرة إلى محكمة أمن الدولة تضمنت طلباً لإعادة فتح باب المرافعات في القضية المحدد النطق بالحكم فيها في 16 من الشهر المقبل. وحذر محامي الكنيسة السيد نجيب جبرائيل من محاولات لمهران لتعطيل صدور الحكم في القضية، معرباًَ عن أمله في عدم استجابة المحكمة للطلب "لأن الشعب المصري ينتظر القصاص من مهران". وكان رئيس المحكمة فاجأ مهران ومحاميه في جلسة الاسبوع الماضي وقرر حجز القضية للنطق بالحكم من دون سماع مرافعات الدفاع مكتفياً بما أبداه المحامون من طلبات وتعليقات خلال اربع جلسات عقدتها المحكمة، ما دفع مهران إلى طلب إعادة فتح باب المرافعات، مؤكداً أن لديه مستندات تثبت براءته يرغب في تسليمها إلى المحكمة. لكن جبرائيل أكد أن مهران "حصل على فرصته كاملة في الدفاع عن نفسه"، وان المتهم كان لجأ إلى محكمة الاستئناف لطلب رد هيئة المحكمة الى استبعاد قضاتها الثلاثة وهو الطلب الذي رفض بعدما استنفد مهران بعضاً من الوقت لإطالة أمد القضية. وينتظر ان تحدد محكمة القضاء الإداري في غضون ايام موعداً للنظر في طعن قدمته نقابة الصحافيين والكنيسة القبطية ضد حكم حصل عليه مهران من محكمة القضاء الإداري اخيراً، وكان بمثابة نصر له، اذ قضى بإلغاء قرار اصدره مجلس نقابة الصحافيين بفصله وابنه حاتم من عضوية النقابة، كما ستحدد المحكمة موعداً للنظر في طعن قدمه مهران ضد حكم اصدرته محكمة القضاء الإداري ايضاً قضى بسحب الترخيص الممنوح "للنبأ".