} اختتمت امس محادثات السلام المقدونية يومها الخامس وسط تباين في التوقعات، وبينما ذكرت مصادر سياسية ان الاتفاق اصبح وشيكاً، اكدت مصادر صحافية في سكوبيا ان الزعماء الألبان عادوا الى التشدد في مطالبهم. وأبدى المقاتلون الألبان إصراراً على عدم القبول "بنصف الحلول"، ما جعل التكهن بنتائج المحادثات غير ممكن. أعلن مكتب الرئاسة المقدونية امس ان المحادثات الجارية في منتجع "اوخريد" السياحي بين الاحزاب المقدونية والألبانية باشراف الوسيطين الأميركي جيمس بارديو والأوروبي الفرنسي فرانسوا ليوتار "حققت تقدماً يراعي مصالح المواطنين من السلاف المقدونيين والألبان، وأن المناقشات تتواصل في شأن بعض التفاصيل الخاصة باستخدام اللغة الألبانية في المجالات الرسمية". وأعرب الوسيط بارديو من جهته عن تفاؤله بامكان التوصل الى اتفاق على مسألة اللغة الألبانية. وقال: "ان المحادثات تواصل السير البطيء ولكن في شكل جيد، وأنها حققت تقدماً ملموساً". ووصف مصدر ديبلوماسي غربي في حديث نقله التلفزيون الرسمي في سكوبيا، ان تسوية مسألة اللغة "ستتيح انتقال المحادثات الى القضايا الأخرى التي لم تحسم الخلافات في شأنها، خصوصاً صلاحيات قوات الشرطة والأمن في البلديات ذات الكثافة السكانية الألبانية". لكن محطات تلفزيونية في سكوبيا ذكرت ان الزعماء الألبان "طلبوا اعادة البحث في استخدام اللغة الألبانية في صورة رسمية كلغة ثانية في البلاد، بحسب الصيغة النهائية التي كان عرضها الوسيطان في المحادثات السابقة ورفضها الاطراف المقدونيون". وأضافت المحطات نفسها ان الطلب الألباني الجديد تضمن بنداً يربط الاتفاق، خصوصاً في شأن اللغة، بتعديل دستوري واضح وليس من خلال تشريع قانون خاص. ونقلت محطات تلفزيونية محلية في سكوبيا عن المسؤول السياسي في "جيش التحرير الوطني" الألباني الذي يقود المقاتلين الألبان في مقدونيا علي احمدي، وصفه سير المحادثات بأنها "غير مريحة ولا تلبي الحد الأدنى مما يريده الشعب الألباني". وأوضح ان المقاتلين "لا يمكن ان يقبلوا باتفاق يقدم نصف حل، غير قادر على وضع حد نهائي، وشامل ودائم، لمشكلات الألبان في مقدونيا". ورأى المراقبون ان من الصعب ان يوافق السياسيون الألبان على نتيجة للمحادثات يرفضها المقاتلون، لأن ذلك سيضع الأحزاب الألبانية في موضع اتهام ألباني واسع بأنها "خضعت للضغوط وضحّت بمصالح الألبان وحقوقهم، وأصبحت غير جديرة بتمثيل الشعب الألباني، ما يوفر المبررات للمقاتلين بمواصلة القتال وسط تعاطف واسع، حتى تخضع الحكومة المقدونية للأمر الواقع وتقبل بإجراء محادثات مباشرة معهم". وعلى صعيد آخر، تواصلت انتهاكات وقف النار شمال مقدونيا والمرتفعات الشمالية الغربية، وتعرّض موقع للشرطة الحكومية في ضواحي مدينة تيتوفو لهجوم بالأسلحة الرشاشة من المقاتلين الألبان وقتل احد افراده متأثراً بإصابته بطلقات نارية.