بدأت طلائع حلف شمال الأطلسي تقويم الوضع في مقدونيا وتحديد حجم المخاطر التي يمكن ان يتعرض لها جنود الحلف أثناء قيامهم بجمع السلاح، فيما حامت الشكوك حول استعداد المقاتلين الالبان الالتزام باتفاق التسوية السلمية. أعلن الناطق باسم الكتيبة الفرنسية التي وصلت مقدونيا المقدم هيرفي فويان، ان جنود الحلف الأطلسي "لن يأتوا الى الحرب". وقال موضحاً: "سنقوم بجمع قطع السلاح التي يريدون تسليمها، ولن نقوم بدور وساطة أو فرض وقف النار". وضمت طلائع القوات الأطلسية التي وصلت مقدونيا جنوداً وفنيين بريطانيين وفرنسيين وتشيكيين، اتخذوا في منطقة مطار سكوبيا مقراً لهم، ويتولون التحضير واقامة الهياكل التنظيمية لمهمة عملية "الحصاد الأساسي" التي ترتكز على جمع ما يسلمه المقاتلون من أسلحتهم طوعاً. أما القوة الرئيسية المقترحة وقوامها 3500 جندي، التي ستشرف على نزع السلاح، فإن وصولها يتوقف على تقويم الوضع من قبل القائد الأعلى للحلف الأطلسي الجنرال الأميركي جوزيف رالستون المتوقع وصوله الى مقدونيا غداً الاثنين، بناء على طلب من مجلس الحلف. وأعرب مسؤولو الوحدات التي وصلت، في تصريحات صحافية نقلتها وسائل الإعلام في سكوبيا، ان نجاح العملية يرتكز على حسن نية الطرفين "وخصوصاً متمردي جيش التحرير الوطني لالبان مقدونيا، الذين يسيطرون على جزء من الأراضي المقدونية". ويجد جنود الحلف أنفسهم وسط تناقض كبير، إذ ينتظر المقدونيون منهم تنفيذ نزع سلاح "المتمردين" في حين يحلم المقاتلون بتكريس انتصاراتهم عبر اقامة اقليم كوسوفو آخر صغير في مقدونيا تحت حماية دولية. وأفاد أحد ضباط قوة الحلف "لن تتم المصالحة بين الطرفين، ما لم يكن لديهما الإرادة الطيبة". ورحبت الحكومة المقدونية ووسائل اعلامها بوصول قوات الحلف الأطلسي ومهمته، وحملت العناوين الرئيسية للصحف التي صدرت في سكوبيا أمس، عبارات التأييد لعملية الحلف "التي ستقتصر على جمع سلاح المقاتلين". ومن جانبه اعتبر الزعيم السياسي للمقاتلين الالبان علي احمدي ان حجم قوة الحلف الأطلسي وفترة بقائها شهرين في مقدونيا "ليست كافية لإقرار السلام". وأشار الى ان على القوات الأطلسية ان "تنتشر في غالبية أراضي مقدونيا ولمدة طويلة، كي تستطيع تنفيذ اتفاق السلام". وأكد أحمدي "استعداد مقاتلي جيش التحرير الالباني تسليم أسلحتهم، وعلى المجتمع الدولي تهيئة الغالبية المقدونية لتقبل الاصلاحات التي اتُفق عليها".