حصل المخرج اللبناني يوسف فارس، المقيم في السويد، على آخر جائزة تمنح لاسم المخرج السويدي بو فيديبرغ. وأعلنت اللجنة المانحة ان "فيديبرغ نجح في ادخال الطبقة العاملة الى الفيلم السويدي، أما يوسف فارس فأدخل السويد الجديدة الأجانب الى عالم السينما. وقال المخرج الشاب الذي عرف من خلال فيلم "يلا يلا" انه فرح جداً وان الجائزة "شرف كبير لي". وجائزة بو فيديبرغ الذي منحت أربع مرات قبل أن تعطى للمخرج فارس، ستتوقف ولن تمنح لأحد بعد الآن، وبهذا يكون فارس توج أول عمل سينمائي له بإحدى أهم الجوائز المحلية التي توزع في السويد. وقال المخرج اللبناني انه لم يشاهد سوى فيلمين من أعمال فيديبرغ. وأضاف: "يقول الجميع ان طريقة السرد التي أتبعها تشبه الى حد كبير اسلوب فيديبرغ في السرد السينمائي، لذا من المؤكد انني سأشاهد المزيد من أفلامه لأقارن اسلوبه بطريقة عملي". لاقى فيلم "يلا يلا" نجاحاً واسعاً في السويد وعرض في 25 دولة اخرى. وهو يتناول مشكلات اجتماعية يتعرض لها شابان في مقتبل العمر يتعاونان على ايجاد حلول لها. ولكن على رغم النجاح الواسع الذي حصده الفيلم تعرض لنقد أيضاً، إذ قال كثيرون ان قسماً كبيراً من مواقفه الاجتماعية مبني على "خرافات غير واقعية" وحساسة وتشوه صورة بعض المجتمعات، وبينها المجتمع العربي. فيوسف فارس اختار ان يضحك الجمهور عبر تجميع بعض المواقف الهزلية التي ينسبها الى المجتمع العربي أجمع، وهو يحاول اعطاء المشاهد السويدي صورة لا يتفق عليها جميع اللبنانيين، إذ يمرر في بعضها مقاطع يشدد فيها على ان "اللبناني ليس عربياً" ويتغنى الى درجة كبيرة بلبنانيته على رغم انه كردي الأصل. النجاح الباهر الذي حققه فيلم "يلا يلا"، يفرح المخرج فارس، إلا أنه في الوقت نفسه يشعره بضغط كبير وبمسؤولية. ويقول: "بعد فيلم "يلا يلا" أصبح عملي أصعب لأنني كنت على علم اننا صنعنا فيلماً جيداً، لكننا لم نكن مهيأين لهذا النجاح الكبير، لذا أشعر الآن ان هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتقي ليكون فيلمي المقبل من النوعية الجيدة". ويحضر فارس نفسه لإخراج فيلم "أكشن" سيصور في الربيع المقبل. ويشرح: "أفلام الأكشن لم تحظَ بأهمية واسعة في السويد من قبل، لذا أريد أن أدخل في عالمها لأعطي عملاً مميزاً خصوصاً انني أكن احتراماً كبيراً لهذا اللون من الأفلام". مثلت نصف عائلة فارس في فيلمه الأخير "يلا يلا"، وهو يختار الآن ممثلين لفيلمه الجديد. والوجه المضمون الذي سيحصل على دور رئيس، هو الأخ الأكبر ليوسف، فارس فارس الذي كان له دور ناجح في "يلا يلا". الواضح ان احلام المخرج يوسف فارس لا تقتصر على السينما السويدية أو الأوروبية، فهو يقول "أريد أن أجرب هوليوود، ولكن ليس قبل أن أخرج الكثير من الأفلام في السويد". ويشرح انه عندما أخرج "يلا يلا" كان يسعى الى صنع فيلم يزرع الفرح في نفوس الناس. ويقول: "سأعطي أكثر، من النوع نفسه في المستقبل، ولكن أريد قبل ذلك التوقف بضع سنوات حتى اصنع ألعاباً تلفزيونية لأنها جزء مهم من مستقبل عالم التلفزيون والسينما".