أعلن مركز المساعدة المتبادلة للطوارئ في دولة البحرين السيطرة التامة على بقعة الزيت التي خلفها غرق السفينة "جورجيوس" في الخامس من الشهر الجاري في الخليج. وذكر الكابتن عبدالمنعم محمد الجناحي مدير المركز ل "الحياة" ان الغواصين استطاعوا اغلاق 12 انبوباً تسببت في تسرب نحو نصف حمولة السفينة البالغة نحو 1900 طن من الزيت الخام. وفيما لم يعرف حتى الآن مالك السفينة رجحت جهات مطلعة ان يكون النفط المحمل على متن السفينة الغارقة عراقياً، الا انها لم تستطع تأكيد ذلك، بل اكتفت بالاشارة الى ان الجهات المختصة في ايران ارسلت عينة من البقعة لتحليلها في مختبراتها، ومن المتوقع ان تتضح النتيجة خلال الايام المقبلة. وكان المركز تلقى بلاغاً فجر الخامس من الشهر الجاري يفيد بغرق سفينة محملة بالنفط ترفع علم هندوراس في الخليج في منطقة قريبة من حقل سيايروس الايراني وعلى بعد 200 ميل من شواطئ البحرين. وتسبب تدفق النفط بتشكيل بقعة من الزيت بطول خمسة أميال وعرض ميلين، وساد تخوف من انتشارها على سواحل الخليج العربي، خصوصاً مع ازدياد حجمها الى عشرة اميال. وأوضح الجناحي ان البقعة كانت بحاجة الى اقل من ثلاثة اسابيع لتصل الى جبل علي في دولة الامارات. وأضاف ان المركز اتصل بكل الدول الاعضاء، كما تابع حال التلوث من خلال السفن الايرانية القريبة من البقعة، مشيراً الى ان ايران طلبت مساعدة عاجلة لمكافحتها، فتجاوبت الكويت التي أرسلت مذيبات، لتتولى بعد ذلك الجهات المسؤولة في ايران محاصرة البقعة ومعالجتها. وتوقع الجناحي ان تستغرق عملية تنظيف المنطقة من آثار التلوث اقل من اسبوع في حال استقرار الجو في الخليج، مشيراً الى انه لم تظهر أي حالات نفق اسماك او حيوانات بحرية في الجوار . يشار الى ان الخليج العربي يعتبر من اكثر بحار العالم تلوثاً، إذ تزيد نسبة تلوثه ب 47 مرة عن المستوى العالمي. ويعتبر النفط السبب المباشر في القضاء على البيئة البحرية في الخليج. وتقدر دراسات بهذا الشأن ان نسبة 77 في المئة من التلوث في الخليج ناجمة عن عمليات إنتاج النفط من الحقول البحرية والناقلات، مما جعل تركيز القار على شواطئ الدول الخليجية الاعلى نسبة في شواطئ دول العالم. وما يعقد قضية التلوث في الخليج ان مياهه تتجدد مرة واحدة كل 25 عاماً بحكم موقعه، بالاضافة الى ضحالته، ما يجعله منطقة فائقة الحساسية تجاه التلوث، إذ ان أي حادث بيئي يواجه صعوبة في التخلص من آثاره. وتشير الاحصاءات الى ان عدد ناقلات النفط العملاقة التي تستقبلها موانئ تصدير النفط العشرة الموجودة في الخليج يبلغ 40 ألفاً بخلاف الناقلات الصغيرة.