تراجع الين اكثر من ثلث نقطة مئوية ازاء اليورو والدولار امس الثلثاء بعدما فاجأ بنك اليابان المركزي الاسواق باعلان اجراءات جديدة لتيسير السياسة الائتمانية. لندن، طوكيو - "الحياة"، رويترز - رفع البنك المركزي الياباني امس المستوى المستهدف لاحتياطات البنوك لديه الى ستة تريليونات ين 48.98 بليون دولار من خمسة تريليونات ين. كما قرر زيادة مشترياته من سندات الحكومة اليابانية الى 600 بليون ين شهرياً من 400 بليون ين. وقال المحلل مايكل ميتكالف من مصرف "كريدي اغريكول اندوسويز" انه "تم بيع الين في رد فعل قصير الامد من الاسواق. لكن ما يدعو الى الدهشة اننا لم نرَ تأثيراً اكبر لخطوة المركزي". وارتفع الدولار الى اعلى مستوياته عند 123.30 ين من نحو 122.40 ين قبل الاعلان. لكنه تراجع لاحقاً الى 122.92 ين. وارتفع اليورو الى اعلى مستوى له في ثلاثة اشهر ونصف الشهر امام العملة اليابانية حول 110.50 ين من 109.76 ين في اواخر التداولات في نيويورك مساء اول من امس. وقال محللون ان خطوة البنك المركزي أظهرت بوضوح "حال اليأس" التي بلغها الاقتصاد الياباني. واشاروا الى انه على رغم اعلان محافظ البنك ماسارو هايامي ان التيسيرات لا تهدف الى اضعاف الين، الا انه من المرجح الآن ان السلطات اليابانية تريد ان ينخفض الين. وارتفعت اسعار الاسهم والسندات اليابانية متشجعة باجراءات البنك المركزي. لكن المحللين قالوا انهم يشكّكون في ان يكون للاجراءات اي تأثير حقيقي على الاقتصاد. وعلى رغم ان خطوة بنك اليابان المركزي سلطت الاضواء على الين، الا ان المتداولين يشيرون الى ان الاهتمام قد يتحول مجدداً مع مرور الوقت الى صعود اليورو ازاء الدولار. وكانت العملة الاوروبية ارتفعت الاثنين للمرة الاولى منذ مطلع ايار مايو الى مستوى 0.90 دولار قبل ان تتراجع لاحقاً. وفي الوقت الذي بقي الدولار اقل بنحو نصف سنت عن هذا المستوى المرتفع، قال المتداولون انه لم يكن هناك اقبال كبير على العملة الاميركية بسبب المخاوف المحيطة بالاقتصاد في الولاياتالمتحدة. ومن المرجح ان يكون المحرك الرئيسي للسوق اليوم بيانات مبيعات التجزئة الاميركية لشهر تموز يوليو، فيما تخشى الاسواق ان يؤثر طول فترة تراجع انتاج الصناعة التحويلية على الاستهلاك. وأعلنت الحكومة الاميركية بعد ظهر امس ان مبيعات تجارة التجزئة استقرت للشهر الثاني على التوالي الشهر الماضي بسبب تراجع الاقبال على شراء السيارات الجديدة. وقالت وزارة التجارة ان مبيعات التجزئة باستثناء السيارات والشاحنات سجلت ارتفاعاً طفيفاً، حيث زادت 0.2 في المئة عن الشهر الماضي. وتأثرت مبيعات التجزئة سلباً بالانخفاض الاخير في أسعار البنزين التي انخفضت بنسبة 4.2 في المئة. ومع استبعاد مبيعات محطات البنزين، سجلت المبيعات الاجمالية الشهر الماضي ارتفاعاً بنسبة 0.3 في المئة. وفي الوقت الذي استقر اليورو ازاء الدولار، ارتفعت العملة الاوروبية الموحدة الى اعلى مستوى لها في خمسة اشهر ازاء الاسترليني. وبحلول العاشرة بتوقيت غرينيتش بلغ سعر الدولار 123.05 ين ارتفاعاً من 122.45 ين لدى اغلاق نيويورك الاثنين، قبل ان يتراجع الى 122.60 في الواحدة بعد الظهر. وبلغ اليورو 0.8960 دولار و110.08 ين بالمقارنة مع 0.8962 دولار و109.76 ين اول من امس. "نيكاي" وفي بورصة طوكيو قفزت اسعار الاسهم نحو 4 في المئة امس بفضل مكاسب قوية لاسهم المصارف بعد خطوة البنك المركزي. وارتفع مؤشر "نيكاي" القياسي المؤلف من 225 سهماً 3.84 في المئة او 440.39 نقطة ليغلق عند 11917.95 نقطة وتتوقف بذلك موجة خسائر استمرت اربعة ايام نزل فيها المؤشر الى ادنى مستوياته في 16 عاماً. وهذ اكبر مكاسب بالنقاط المئوية يحققها المؤشر في يوم واحد منذ 18 نيسان ابريل عندما صعد 4.4 في المئة. وارتفع سهم "ميزوهو هولدنغز" اكبر بنك في العالم من حيث الاصول 11.10 في المئة توازي 50 ألف ين ليغلق عند 504 آلاف ين.