} بيروت "الحياة" - بدا أن التأزم السياسي بين اركان الحكم اللبناني على خلفية الخلاف على التوقيفات في صفوف "القوات اللبنانية" وتيار العماد ميشال عون، وعلى طريقة إقرار التعديل على التعديل لقانون أصول المحاكمات الجزائية، الى انحسار، اذ دعا رئيس الجمهورية إميل لحود كلاً من رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري الى مأدبة غداء اليوم ل "غسل القلوب"، بعدما كان اتصل بهما ليل أول من أمس مبدياً ارتياحه الى نتائج الجلسة النيابية. راجع ص3 وسبق جهود تبريد الاجواء بين اركان الحكم، تأكيد الرئيس السوري بشّار الأسد دعمه نظيره اللبناني والجيش ولبنان، حكومة وشعباً ومقاومة، في وجه التهديدات الاسرائيلية المتكررة، خلال لقائه قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان. وأوضحت قيادة الجيش - مديرية التوجيه ان الأسد وسليمان بحثا في "التنسيق والتعاون بين الجيشين الشقيقين اللبناني والعربي السوري". وكانت الصحف السورية الصادرة امس أفادت ان الأسد أكد "دعم سورية المطلق للحود والجيش اللبناني ولبنان حكومة وشعباً ومقاومة"، خلال حضوره مناورات عسكرية تكتيكية برفقة رئيس هيئة الاركان العامة للجيش السوري والقوات المسلحة العماد علي أصلان. وشدد الأسد في كلمته على أهمية "العمل الدؤوب للوصول الى اعلى درجات اليقظة والاستعداد لمواجهة التحديات وتعزيز ارادة الصمود لإحباط استفزازات العدو ومشاريعه العدوانية". وفيما اعتبر النائب اللبناني المعارض ألبير مخيبر تصريح الأسد "تدخّلاً في الشأن اللبناني"، علمت "الحياة" ان الحريري سيزور العاصمة السورية غداً الخميس، وتردد انه سيلتقي الأسد لتقويم الموقف من التطورات اللبنانية والاقليمية. وأفادت دوائر القصر الجمهوري والأوساط الموالية للرئيس لحود انه سيزور الديمان للقاء البطريرك الماروني نصرالله صفير. وعلمت "الحياة" انه سيلبي دعوة صفير الأحد المقبل، وسيستقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في 23 آب اغسطس الجاري. وذكرت هذه المصادر ان الهدف من هذه الخطوات هو العودة الى "الصورة الطبيعية" للبلد بدلاً من الصورة الاستثنائية الراهنة التي غلبت عليها تدابير أمنية أملتها "محاولات اللعب بالأرض". واعتبرت المصادر الموالية انه "بعدما أخذت الأوضاع على الأرض تعود الى حالها الطبيعية، لا بد لهذه التدابير من أن تتراجع تدريجاً. لا بل تراجعت فوراً وبشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة". وأضافت ان "التوجه العام هو ضرورة العودة الى السياسة، وان لحود أكد امام زواره ان ليس هناك من منتصر في اقرار قانون المحاكمات الجزائية، وهو يرفض اي محاولة لتصنيف ما حصل في الجلسة على أنه انتصار له". واعتبرت أوساط رسمية ان الرؤساء تصرفوا بوحي المصلحة العامة، ولا يجوز التعامل مع ما حصل كأن هناك من ربح وهناك من خسر"، وهي ترفض ما يشاع بأن "المجلس فقد صدقيته، خوفاً من التضحية بالعلاقة بين الرؤساء". الا ان تبريد الأجواء بين الرؤساء لم يمنع تفاعلات الجلسة النيابية والتوقيفات من التواصل. وبدا ان الجلسة النيابية امس التي أقرّ فيها قانونان جديدان للاستثمارات ولآلية التعيينات الادارية من خارج الملاك، كانت "من دون روح" على ما قالت مصادر مراقبة، اشارت الى فقدانهم الرغبة في اطلاق النكات اثناء المناقشات. ورأى وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية فؤاد السعد، بعد لقائه مع البطريرك صفير، "اننا نعيش أياماً سوداً، لأن ما حصل حتى اليوم من تدابير لا يمكن وصفها بالتدابير الأمنية بمقدار ما هي تدابير سياسية". وقال: "ان ما يحصل هذه الأيام يذكرني بفيلم "زد" الشهير، وموضوعه حكم "الكولونيلات" في اليونان في الستينات". قضائياً، أعلن النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم ان التحقيق لا يزال مستمراً مع مستشار قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور توفيق الهندي للتأكد من المعطيات من خلال استجواب بعض الموقوفين الذين كانوا احتجزوا. وقال: "في حال أدت التحقيقات الى ضرورة استدعاء اشخاص جدد سيتم ذلك". وأكد عضوم "عدم وجود موقوفين جدد في وزارة الدفاع في اطار التحقيق مع الهندي". ورجح "انتهاء التحقيق الأولي معه نهاية الأسبوع الجاري تمهيداً لاحالة ملفه على القضاء العسكري". ورداً على ما أثير عن موضوع انتهاك حقوق الانسان في الأيام الأخيرة، أوضح "ان حرية الايمان في أي عقيدة أو حزب هي مصونة، والقضاء لا يستطيع ان يحاسب على النيات والافكار، انما على الممارسات المخلة بالأمن ولا يجوز التهاون حيالها، وما حصل من تدابير واجراءات يصب في مصلحة لبنان، إذ يجب ان يتم التوازن بين الحريات والأمن، فقوة لبنان في الظرف الراهن تكمن في أمنه". على صعيد آخر، أعلن الرئيس الايراني محمد خاتمي دعم بلاده كلاً من سورية ولبنان في وجه التهديدات الاسرائيلية المستمرة ضدهما، خلال اتصال هاتفي اجراه أمس مع الرئيس السوري بشار الأسد تناول التطورات في المنطقة والجرائم الاسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني وسبل دعم الانتفاضة". وأفادت مصادر رسمية ان الحديث "تناول العلاقات الثنائية وأوجه تعزيز التعاون بين البلدين". وأجرى خاتمي اتصالاً بالرئيس لحود.